انطلقت في باكستان الاستعدادات لإحياء ذكرى الخامس من أغسطس باعتباره "يوم الاستغلال"، وهو يوم للتعبيرعن التضامن مع شعب كشمير
ياتي هذا على الرغم من كون الوزارة الفيدرالية الباكستانية لشؤون كشمير وجيلجيت تمنع العديد من النشاطات الاجتماعية كالوقوف دقيقة صمت دعمًا لشهداء كشمير.
لا تسيطر باكستان على أجزاء كبيرة من الإقليم فحسب، بل تشكك أيضًا في مطالبات الهند بشأنها وتحاول زعزعة استقرار القسم الخاضع لادارة نيودلهي في كشمير بشكل منهجي، وتتهم الهند باكستان أنها رعت تمردًا مسلحًا في الوادي من أجل طمس اتفاقية سيملا وإحياء كشمير كقضية دولية.
تستخدم اسلام اباد الاحتفال بهذا اليوم باعتباره "يوم الاستغلال" لغايات دعائية لصرف الانتباه عن الاشتباكات العنيفة الأخيرة بين الشرطة وناشطين في ولاية جامو وكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية(AJK).
لطالما استهان المجتمع الدولي بالعوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تؤثر على شعب جامو وكشمير الخاضعة للإدارة الباكستانية وجيلجيت بالتستان في سياق وضعها المحتل وهيكل الحكم الضعيف في باكستان، وقد أدى إنكار السلطات الباكستانية المستمر للحقوق الدستورية والسياسية بذريعة الصراع في كشمير إلى الفشل في تقديم الخدمات الأساسية للجمهور
كما لا تسمح باكستان للصحافة الحرة الجزء الخاضع لسيطرتها في كشمير، في حين تستمر بمحاولات قمع الاحتجاجات المستمرة منذ عدة أشهر في جيلجيت بالتستان وجامووكشمير.
وفي تقريرها عن "الاضطرابات العنيفة الناجمة عن الصراع الاقتصادي الذي اندلع في منطقة كشمير الباكستانية"، نقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مبشر نقفي، أحد سكان مظفر أباد والمدرس في جامعة آزاد جامو وكشمير، قوله: "لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه الانتفاضة واسعة النطاق في باكستان"، في كشمير الخاضعة لإدارة باكستان، هذا الاحتجاج فريد من نوعه لأنه يوحد الناس من جميع مناحي الحياة في المطالبة بالضروريات الأساسية.
أجبرت أعمال العنف التي اندلعت في آزاد جامو وكشمير القادة الباكستانيين على إدراك الظلم وفتح أعينهم على الظلم الذي فُرض على السكان المحليين في المنطقة. وأعرب الرئيس آصف علي زرداري عن أسفه إزاء الاحتجاجات العنيفة في جاما وكشمير، واعترف بأن التنمية الاجتماعية والاقتصادية في المنطقة يجب أن تحظى بالأولوية بما في ذلك الصحة والتعليم والسياحة والبنية التحتية. وشدد زرداري على ضرورة جعل المناطق النائية على قدم المساواة مع المناطق الأخرى في البلاد.
الأمر المثير للسخرية هو أنه حتى عندما أصدرت وسائل الإعلام الباكستانية في سياق حملة للعلاقات العامة أغنية "جا تشود دي ميري وادي" (اترك الوادي) لشفقت أمانات علي للتعبير عن التضامن مع كشمير، لا زال اكثر من سبعمائة الف شاب ممن شاركوا في الاحتجاجات والمظاهرات في السنوات الأخيرة، عاطلين عن العمل، ويطالب هؤلاء بتحسين المرافق التعليمية، وفرص افضل للوصول للتعليم الاكاديمي، وخلق فرص عمل جديدة في المنطقة.
بعد هزيمتها في جميع المواجهات المسلحة التقليدية مع الهند، ادركت باكستان استحالة العسكري بسبب التباين الهائل في الموارد الاقتصادية والمالية المتاحة. ونتيجة لذلك، بدأت باكستان في دعم الأنشطة المزعزعة للاستقرار في ولاية جامو وكشمير الهندية، وكيل الاتهامات للهند على المستوى الدولي بأنها قوة قمعية في كشمير، بينما تقدم نفسها أنها "حامية" للشعب الكشميري، ومن هنا يستخدم "يوم الاستغلال" كجزء من البروراغندا المضادة للهند.
من الواضح ام هناك تناقض واضح بين مزاعم الحكومة الباكستانية وطموحاتها الحقيقية عندما يتعلق الأمر برفاهية الشعب الكشميري، اذ تدعي القيادة الباكستانية أنها "بطلة الحق في تقرير المصير" والحريات السياسية الأخرى بالإضافة إلى حقوق الإنسان للشعب الكشميري. ومع ذلك، تنكر إسلام أباد هذه الحقوق نفسها على المواطنين الذين يعيشون داخل إدارتها - في كشمير وأماكن أخرى. كما أنها تقمع المجتمعات المحلية بشكل منهجي، وبالتالي يبدو من الواضح أن أجندة باكستان في كشمير تهدف فقط إلى زعزعة استقرار الهند وتحدي سلامة أراضيها واستهداف أساس الدولة الهندية والحكم والهوية السياسية كدولة ديمقراطية.
علاوة على ذلك، فإن باكستان ليست مهتمة بتحسين الظروف الاجتماعية والاقتصادية لمواطني كشمير، بل بموارد المنطقة، ولإخفاء قمعها وسياساتها في آزاد جامو وكشمير، تعلن تضامنها مع الكشميريين بينما تقمع في الواقع حقوقهم. ومن خلال استخدامها الدعاية والسيطرة العسكرية، تدير الدولة الباكستانية الاخبار الصادرة وتحاول خنق تطلعات الشعب في الجزء الخاضع للإدارة الباكستانية من كشمير إلى للاندماج مع الهند. إن إحياء الذكرى القسرية لأحداث مثل "يوم الاستغلال" يشكل تعبيرا عن مخاوف باكستان بشأن الشفافية والمساءلة.
*كاتب هندي