في شهر آذار الماضي بدا البحث الجدي في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مع رؤساء السلطات المحلّية في مستوطنات الشمال حول مصير بدء العام الدراسي المقبل، وكانت النقاشات تجري عن مدى إمكانية تأجيله عن الأول من أيلول، ومنذ أيام قليلة، خلال هذا الأسبوع، أعلن وزير التعليم الاسرائيلي يوآف كيش تأجيل بدء العام الدراسي في الشمال الاسرائيلي، بسبب التحديات الأمنية والتعقيدات المرتبطة بالوضع الحالي في المنطقة.
تلقى وزير التعليم الاسرائيلي انتقادات واسعة في بلاده بسبب قراره هذا، لأنه يؤكد أن الحكومة الاسرائيلية قد انصاعت لما يُريده حزب الله بشكل كامل، فاعتبر البعض أنه كان بالإمكان تأجيل اتخاذ القرار حتى الشهر المقبل، لتقدير الموقف بعد وضوح أكثر في الصورة، ولكن بحسب مصادر سياسية لبنانية فإن هذا القرار يُعتبر من المؤشرات حول استمرار الأزمة الى أجلٍ غير معروف.
لا تجزم المصادر عبر "النشرة" أن هذا القرار الاسرائيلي يعني بشكل حاسم أن الحرب مستمرة لفترة طويلة، إنما هو من المؤشرات حول عدم وضوح الصورة، لان الوزير الاسرائيلي فضل اتخاذ القرار مبكراً لترتيب وضع الطلاب في مناطق نزوحهم، وتأمين الأموال اللازمة لهم، علماً أن التأجيل في الشمال يعني أيضاً استمرار حالة النزوح التي كانت محدّدة حتى نهاية الشهر الجاري وتم تمديدها.
تُشير المصادر الى أن ما ورد على متن قرار الوزير الاسرائيلي يؤكد انه لا يملك معطيات اكيدة بخصوص مصير الحرب، فهو اعتبر أن هذا القرار يأتي "بعد تقييم شامل للوضع الأمني وتأثيره على سلامة الطلاب والكوادر التعليمية، وهو "إجراء احترازي للحفاظ على الأمن والاستقرار في المدارس"، تاركاً الباب مفتوحاً امام إمكانية تعديله بحسب المستجدات.
الى جانب ارتباط القرار الاسرائيلي بمسار ومصير الحرب، إلا أنه يفتح الباب أمام تساؤلات حول مصير العام الدراسي في القرى الجنوبية أيضاً، فحتى اللحظة لا يزال مصير عودة النازحين معلقاً، وبانتظار ما سيأتي من تطورات ميدانية، وبحسب مصادر تربوية فإن الحال الذي كان سائداً العام المقبل سيستمر على ما هو عليه بالنسبة لتسجيل الطلاب في مناطق نزوحهم، لكنها تُشير عبر "النشرة" الى وجود ثغرات يجب العمل على معالجتها وهي تتعلق بمتابعة تسجيل كل الطلاب النازحين لأنّ عدداً منهم قد خسر العام الدراسي الماضي بسبب "الانتظار".
كذلك تلفت المصادر النظر الى ضرورة تنبه وزارة التربية الى مسألة أساسية تتعلق بصعوبة عودة كل الطلاب الى مدارسهم حتى ولو توقفت الحرب، وبالتالي على الأهالي النازحين عدم تضييع المزيد من الاعوام الدراسيّة على أولادهم، فهناك قرى مدمّرة ومدارس مُتضررة، وهناك من النازحين من قد يضطر الى البقاء في مكان تواجده اليوم لفترة سنة أو أكثر، وعليهم المبادرة لتسجيل أولادهم في المدارس بشكل فوري.
في الموسم الماضي كان هناك تقصير كبير من أجهزة الدولة والبلديّات في متابعة اوضاع التلامذة النازحين، ولا يبدو حتى الساعة أن هناك نوايا للعمل بطريقة مختلفة، رغم أن الحقّ يُقال هناك في الجنوب من بذل جهوداً جبارة لمحاولة إلحاق الطلاب النازحين في محيطه بالمدارس.