لفتت صحيفة "الديار" إلى أنّ "في مراحل الحرب وفي وقت سابق، كانت هناك رسائل مسيرة من المحور باتجاه حقول الغاز الاسرائيلية، إذ لم يكن الهدف ضرب تلك المواقع، وإلا لكانت استمرت المحاولات عملاً بكلام أمين عام "حزب الله"، عندما قال ان المسيرات "ستصل الى أهدافها بالنهاية" وهو ما حصل في تل أبيب مؤخراً؛ وبالتالي كانت الرسائل بهدف رفع السقف بوجه الاسرائيليين ومن خلفهم الأميركيين والأوروبيين".

وذكرت أنّ "اليوم، يبدو أن هناك رسالة مسيرة جديدة باتجاه حقول الغاز، إذ بعد تحييد المناطق الاقتصادية الخالصة عن الصراع بين حزب الله وإسرائيل، يقول الجيش الاسرائيلي إن سفينة صواريخ تابعة للبحرية الإسرائيلية اعترضت مسيّرة دخلت من الأراضي اللبنانية إلى المياه الاقتصادية الإسرائيلية، وهذا تطور، بحال كان صحيحاً يجب التوقف عنده".

وأشارت مصادر سياسية متابعة لصيحفة "الديار"، تعليقًا على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الى أميركا، إلى أنّ "نتانياهو لم يحصل على ضوء أخضر أميركي لحرب واسعة في المنطقة، ولكن كان واضحاً انه يحاول ربط الصراع مع ايران مباشرة، وبالتالي فإن "حزب الله" لن يكون بعيداً عن دائرة أهداف نتانياهو".

وركّزت على أن "المقاومة في لبنان مستمرة، رغم كل ما يُشاع عن أجواء إيجابية بخصوص الوصول الى هدنة قريباً، بتصعيد نبرة الرسائل العسكرية والأمنية، وهي في هذا السياق ستكثف عملية استهداف الطائرات الحربية الاسرائيلية بصواريخ الدفاع الجوي، ولو أنها ستستمر في استعمال ما هو معروف سابقاً من أسلحة".

جنبلاط على خط الأزمة بين المعارضة وعين التينة

أفادت "الديار" بأنّ "في منطقة الوسط، يقف الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط متمايزا عن الجميع، حيث لا يشبهه أحدا في إسناد "حزب الله" بالدعم السياسي لعمل المقاومة، متجاهلا الاختلاف السياسي الماضي".

وأوضحت مصادر اشتراكية للصحيفة، أنّ "الموقف الاشتراكي المواكب للأحداث ليس موجها ضد أحد وليس انقلابا على أي طرف، فالموقف ثابت من 7 تشرين الأول الماضي، برفض الانخراط في الحرب، مع دعم" حزب الله" في حال وقوع حرب كبرى"، مؤكّدةً أنّه "يهم الحزب التقدمي الاشتراكي حماية لبنان من العدوان الاسرائيلي بالدرجة الأولى، ويدعو لتطبيق القرار 1701، شرط القيام بترتيبات متوازية على الحدود من الجانبين اللبناني والإسرائيلي".

وبيّنت الصّحيفة أنّ "بموازاة ذلك، تنشط كتلة "اللقاء الديمقراطي" في ترتيب الوضع الداخلي وعلى خط الأزمة الرئاسية والعلاقة مع القوى السياسية، على الرغم من التباعد الماضي، خوفا من افتراق او انقسام في مرحلة خطرة لا تحتمل توتير الوضع الداخلي. وفي هذا الإطار، يؤدي التكتل دورا في تقريب وجهات النظر بين المعارضة وعين التينة وسائر الأفرقاء؛ باعتبار ان الحوار ممر إلزامي يجب ان يعبر خلاله الجميع".

وشدّدت المصادر على أنّ "المسعى الذي تقوم به الكتلة والقائم على الحوار شائك وكثير العقد، نظرا لتصلب المواقف، إلا ان الضغط الاشتراكي الموجه من القيادة الاشتراكية لن يتوقف لايجاد مساحة لتلاقي الجميع".

معركة باسيل انتقلت الى أروقة "التيار" ورسائل حادّة الى النواب غير الملتزمين بمواقفه

على صعيد منفصل، أشارت "الديار" إلى أنّ "على الرغم من معاركه السياسية شبه اليومية التي لا يوفر فيها احداً، فتارة يطلق سهامه في اتجاه الخصوم وما أكثرهم، وطوراً في اتجاه الحلفاء وما اقلهم، لذا ينشط رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، في إعلان المواقف الفجائية التي تبقيه على مدى ايام نجم الساحة السياسية".

ولفتت إلى أنّه "لكن وقبل ايام انتقلت معاركه الى داخل أروقة "التيار"، الامر الذي فاجأ الجميع، اذ كان دائماً يحاول إبعاد هذا الملف عن الاضواء، كذلك نوابه الذين بدورهم كانوا يتحاشون سرد ما يجري من خلافات داخل جدران التيار البرتقالي، وينكرون ما يقال في وسائل الاعلام، معتبرين أنّ الخلافات الداخلية تجري دائماً داخل الاحزاب والتيارات السياسية؛ لكنها تبقى ضمن عنوان غيمة صيف عابرة".

وذكرت الصحيفة أنّ "هذه المرة ومع إطلاق المواقف الحادّة من قبل النائب باسيل، خلال عشاء هيئة قضاء المتن في "التيار الوطني الحر" الذي اقيم قبل ايام قليلة، انقلب الوضع راساً على عقب، حيث أطلق باسيل سلسلة رسائل و"لطشات" الى النواب المنتفضين وغير الملتزمين بمواقفه وآرائه، وكأنه أراد ان يوضح أنّ قراراً سيتخذ قريباً بشأن بعض النواب العونيين المختلفين سياسياً معه".

في هذا الاطار، علمت "الديار" أنّ "باسيل سيتخذ قرارات هامة مرتقبة في هذا الشأن، لكنه ما زال يعطي بعض الفرص للنواب المنتفضين عليه، والذين باتوا معروفين وعددهم لا يتجاوز الاربعة، على الرغم من تلقيه نصائح من بعض النواب في تكتل "لبنان القوي" ومن بعض المقرّبين بعدم الإقدام على هذه الخطوة، لانها ستؤثر سلباً في "التيار" من كل النواحي؛ وبالتالي فالتوقيت اليوم غير ملائم".

وأضافت: "لذا اراد باسيل إطلاق هذه المواقف في العلن بعد اشهر عديدة من الصمت، علّها تهدي معارضيه بحسب ما يعتبر، مع الإشارة الى انه تلقى الضوء الاخضر من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، باتخاذ القرار الذي يراه مناسباً وهو سيؤيده بذلك".