أشار عضو كتلة "التّنمية والتّحرير" النّائب هاني قبيسي، إلى "أنّنا في بلد يعيش في خضمّ نزاعات وتبادل لمواقف سياسيّة لا تنتمي إلى النّهج الّذي سلكه قادتنا وشهدائنا، فليس كلّ اللّبنانيّين يوافقون على مبدأ المقاومة والتّحرير وحماية السّيادة".
ولفت، خلال إلقائه كلمة حركة "أمل" في حفل افتتاح مهرجان حسن سبيتي الرّياضي في كرة القدم في بلدة كفرصير، إلى أنّهم "يختلفون بالرّأي نعم، لكن البعض يعترض على ثقافة الدّفاع عن الوطن. يتركون الدّولة تواجه مصيرًا مظلمًا بعدم تمسّكهم بقضيّة واحدة، ألا وهي الدّفاع عن هذا الوطن".
واعتبر قبيسي أنّه "لا يمكن أن يقوم وطن أو أن تقوم دولة دون حماية حدودها، ولا يمكن أن يستقرّ شعب دون أن يحمل قضيّةً واحدةً، بأن يمتلك السّيادة الحقيقيّة ويمنع الأعداء من التدخّل في شؤونه الدّاخليّة والاعتداء على حدوده".
وركّز على أنّ "هناك من يعترض وهناك من يستهزئ بثقافة المقاومة ورسالتها، فالبعض لا يعير اهتمامًا لكلّ تضحيات الشّهداء ولا لكلّ ما يقدّمه أهلنا الّذين تركوا قراهم وأرزاقهم في قرى التماس مع فلسطين المحتلّة، فهُم يكابدون ويعانون كلّ يوم"، معربًا عن أسفه لأن "نرى ثلّةً من السّياسيّين في لبنان يعترضون، بل لعلّهم لا يؤمنون برسالة المقاومة".
كما شدّد على أنّ "هذه الثّقافة الّتي آمنت بأنّ قوّة لبنان في ضعفه، هي الّتي أوصلتنا إلى واقع الدّولة الضّعيفة الّتي لا تستطيع أن تحمي أراضيها وحدودها. هذه الثّقافة الّتي تركت الجيش اللبناني دون سلاح وعتاد وقوّة وعزيمة ليدافع عن الجنوب، هي الثّقافة ذاتها الّتي تسعى لمواقف من هنا وهناك باستجداء واستعطاف، لحماية الدّولة وحدودها بلغة طائفيّة ومذهبيّة، فأصبح لكلّ طائفة قضيّة ولكلّ مذهب قضيّة، وضاعت القضيّة الأساس الّتي يجب على الجميع الالتفاف حولها؛ ألا وهي دعم صمود أهلنا ودعم مقاومتنا الباسلة الّتي تقدّم كلّ يوم خيرة شبابها لحماية كلّ لبنان وليس الجنوب فحسب".
وأوضح قبيسي أنّ "ثقافة الرّضوخ الّتي انتهجتموها وسياسة الضّعف وترك البلد أمام التّهديدات الصّهيونيّة، هي الّتي جعلت من أبناء الجنوب مقاومين يحملون رسالة الإمام المغيّب موسى الصدر، ثقافةً وقيمًا ومبادئ ونصرًا وعزّةً وإباءً".
وأضاف: "مواقفكم المتخاذلة أيّها السّاسة مَن تعترضون هذه الأيّام على دماء الشّهداء، هي الّتي أنتجت هذه المقاومة الأبيّة، لأنّكم تخلّيتم عن حماية حدود الوطن وتخلّيتم عن القضيّة الأساس بأن يكون لبنان دولةً واحدةً ندفاع عنها معارضةً وموالاةً".
إلى ذلك، عبّر عن أسفه "لأنّ في لبنان هناك انقسام وتخلّ، ممّا أوصل الأمور إلى ما نحن عليه من ضياع وضعف للدّولة وفراغ في سدّة رئاسة الجمهوريّة اللّبنانيّة. وإن دلّ هذا الأمر على شيء، فعلى عدم مبالاة البعض بدماء الشّهداء والقيم والأخلاق. والحمدلله بأنّ للجنوب رجالًا أشدّاء يحمونه ويدافعون عنه، وسنبقى أحرارًا ومقاومين حتّى تقوم دولة الضّعفاء وتقوى، وتمتلك من القوّة ما يمكّنها الدّفاع عن حدود الوطن".