كشف مصدر دبلوماسي في بيروت، لصحيفة "الأنباء" الكويتية، ان "التهديد الإسرائيلي بتوسعة الحرب ليس جديدا، لا بل هناك رسائل واضحة ومستمرة، من ان إسرائيل تتحضر لتوجيه ضربة جوية وصاروخية تدميرية تشمل الجنوب امتدادا إلى البقاع، لاسيما السلسلتين الشرقية والغربية، بالإضافة إلى بنك اهداف محدد في الضاحية الجنوبية، تحسبا لأي عمل عسكري اسرائيلي".

وأشار المصدر إلى أن "التوتر والتصعيد في المواقف الإسرائيلية سيستمر. ولا نتوقع توجيه ضربة في الأيام الثلاثة المقبلة، كون رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، أبلغ رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عن إرسال موفد خاص من قبله إلى لبنان سيصل إلى بيروت يوم الأربعاء المقبل، ويبدأ محادثاته مع القيادات اللبنانية، لاسيما رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة. وسيتركز البحث على الأجواء الحربية التصعيدية وسبل تفادي الذهاب إلى حرب واسعة".

من جهة اخرى، أشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية إلى أن إسرائيل لا تحتاج إلى ذرائع لتشنّ حربا واسعة ضد لبنان. وكما هو معلوم، فإن قرار توسعة الحرب بيدها، كون كل الدول المعنية بالتطورات العسكرية والحربية والفصائل المنخرطة فيها، لا تريد الذهاب إلى حرب واسعة، وتعمل وفق قواعد الاشتباك الحالية، في انتظار إبرام الاتفاق حول وقف إطلاق النار في غزة حتى تهدأ كل الجبهات.

وأوضحت أنه وحده الرئيس السابق لـ"الحزب التقدمي الإشتراكي" وليد جنبلاط، بحسب مصدر قريب من ثنائي "حركة أمل" و"حزب الله"، "تنبه سريعا إلى مرامي مجزرة قرية مجدل شمس في الجولان السوري المحتل". ولفت إلى أنه "بينما أصيبت قيادات لبنانية معنية بالضياع وانتابها الصمت، سارع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي إلى تنوير الرأي العام ببعديه الوطني الشامل والدرزي الخاص، إلى حقيقة النيات الإسرائيلية الخبيثة، وان الهدف هو إحداث فتنة تمتد من سوريا ولا تنتهي في لبنان، مصادقا على بيان حزب الله حول عدم مسؤوليته عن اطلاق الصاروخ الذي أدى إلى هذه المجزرة المروعة".

واعتبر المصدر «ان هذا الموقف الجنبلاطي محل تقدير عال من قبل الثنائي". وذكر "ان موقف جنبلاط، كان الرد الحاسم الذي أبطل فتنة الصاروخ المشبوه والمعروف المصدر الإسرائيلي، وهو الذي استطاع بعدة كلمات أن يقلب المشهد الذي جهد الإسرائيلي وفق عملية تسويق كاذبة لتعميمه كحقيقة أمام الرأي العام العالمي، اذ لفت هذا التحضير المسبق من قبل الخارجية الإسرائيلية التي كانت لديها خطة جاهزة باشرتها لحظة سقوط الصاروخ، وانطلقت بحملة دعائية تضليلية باتجاه وزراء خارجية الدول الغربية والإقليمية، زاعمة ان المجزرة من فعل لبناني".

وأكد المصدر ان "هناك تنسيقا على مستوى رفيع في لبنان، لاسيما بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وجنبلاط. وهذا التنسيق والتماهي في المواقف يشكل صمام الأمان لعدم حدوث أي خروقات للساحة اللبنانية، تهدف إلى توتير داخلي مفتعل، لا بل لاستيعاب أية مفاعيل لأي حادث قد تلجأ اليه جهات معادية همها الأساسي إرباك الساحة اللبنانية وأخذها إلى مسار مختلف قائم على التوتر والفوضى. والدور الذي يلعبه جنبلاط في هذه المرحلة يفترض ان ينسحب على كل القيادات اللبنانية السياسية والدينية، على قاعدة ان الوحدة الوطنية، وتحديدا في ظل التهديد الإسرائيلي القائم بتدمير لبنان، هي أمضى سلاح في مواجهة عدوانية إسرائيل".