توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشّيخ ​أحمد قبلان​، في رسالة إلى "اللّبنانيّين عامّةً وحاضنة المقاومة خاصّةً"، قائلًا: "أيها الأوفياء الأكابر، اللّحظة لحظة تاريخ، وواقع البلد والمنطقة غامض، وإمكانات أي انزلاق نحو حرب كبيرة أمر ممكن. لذلك تيقّنوا أنّ مقاومتكم الشّريفة بأعظم حضورها وأكبر قدراتها وأقوى قوّتها، الّتي لم تستعمل منها إلّا ما يليق بتوجيه رسائل ناريّة فقط".

وأوضح أنّ "ما تملكه من قدرات وإمكانات في البرّ والبحر والجو أكبر وأعظم، وقادر على تغيير موازين الحرب ووجه التّاريخ، وهي ليست قوّة دفاع فقط بل قوّة انتصار، بل هي الأقوى وفق معادلة القوّة إن شاء الله"، مركّزًا على أنّ "المستور أعظم وأمرّ على عدوّنا، وما أشوقنا للحرب ونحن أهلها. ومع أي كسر لقواعد الاشتباك، سيرى العالم ما لم يره من قبل، وسنترك الكلام للميدان مع أيّ حماقة صهيونيّة غير محسوبة".

وتوجّه قبلان إلى "جزّار الأطفال والنّساء رئيس الوزراء الإسرائيلي ​بنيامين نتانياهو​"، بالقول: "أنت لست أكثر من قائد أحمق ورئيس حكومة إرهابي غارق بدماء الأطفال والنّساء، فيما أسراك ما زالوا بأنفاق ​غزة​ ودهاليزها، ويجب أن تعلم أنّ الزّمن الّذي تخرج فيه إسرائيل منتصرةً من الحرب انتهى للأبد".

وشدّد على أنّ "المعادلة اليوم للمقاومة وقدراتها، ومع أي حرب مفتوحة سنكسر معادلة الحدود، وسيكون القتال بقلب الجليل وما بعد الجليل، وسط دمار يطال كلّ مدن إسرائيل وبنيتها وقواعدها وقطاعاتها المختلفة، مع إغلاق تام للبحر وشرايين الأرض".

كما اعتبر أنّ "التّاريخ اليوم لأبناء علي بن أبي طالب، الّذي دكّ حصون خيبر وهزم يهودها ومزّق قوّتها وأباد جمعها. ومع أيّ حرب كبيرة لن تعود المقاومة إلّا بنصر يغيّر ميزان المنطقة ووجهها، وسنردّ الصاع صاعين، ولن نقبل لإسرائيل بوضعيّة أقل من الهزيمة المدوّية".

وخاطب قبلان أيضًا "مجاهدي المقاومة الأبرار"، قائلًا: "يا أبناء علي المرتضى، يا فخر الخلائق والقتال المقدّس، أنتم التّاريخ والأمل والقتال والسّيادة والرّوح الممسوسة بعبق الأبديّة وعظيم قدراتها، أنتم أبناء الإمام الّذي حوّل التّاريخ انتصارات وجمع الميادين بالمعجزات، أنتم قوةُ الله المرصودة لهزيمة إسرائيل وكسر عنفوانها، أنتم الفخر والفجر والأمل والجبهات، أنتم المجد والعهد والشّرف الّذي تعيش به الأوطان، أنتم الأرض والعرض والقيم ومواثيق الإيمان، أنتم درع ​لبنان​ الأبي بشراكته الإسلاميّة المسيحيّة، أنتم غزة وثأرها، أنتم وتد هذا الوطن وجباله وقلاعه وذراع مصالحه الإقليميّة، ولهفة كلّ ثائر وضمانة كلّ ضعيف ومظلوم ومحروم، وأوسمة النّصر والعصر والتّاريخ والإنسان، أنتم الرّوح السّماويّة الّتي خوّلها الله الذّود عن المسيحيّة والإسلام، أنتم الشّراكة الوطنيّة والسّيادة الأخلاقيّة والعيش المشترك وحماة الأرض والعرض؛ وقتلة الجبابرة واليد التّي أعدّها الله للإنتقام من طغيان الصّهيونية وإرهابها".

وأضاف: "نحن معكم ومنكم وإليكم وخدمة أرواحكم وأنفاسكم القدسية، يا سادة الميادين وتاج النّصر وأهل الملاحم وقادتها، ها هي أعلام الله تزفّ نصركم وترفع شأنكم وتشدّ رباط قتالكم، وتدفع بكم نحو الشّرف الأكبر من ملاحم الحق الأكبر الذي خصّه الله بالمقاومين الأبرار".

وأشار إلى أنّ "اللّحظة لحظة تاريخ، وواقع الاشتباك مفتوح على المفاجآت، وكلّ شيء ممكن، وأنتم قوّة الله وبطشه وغوث رعيّته وسنام بلاده وضمانة الأرض والعرض والإنسان، والقدرات فوق التصوّر، والشّهامة تاجكم، والإمكانات بين أيديكم؛ ولحظة التّاريخ أمامكم".

إلى ذلك، توجّه قبلان إلى "الصديق والعدو"، قائلًا: "أيّ حماقة صهيونيّة كبيرة ستقابَل بقوّة مزلزلة، وسنخوض أي حرب كبيرة بأكبر منها، ولن نعود إلّا بالنصر، ولا نقبل بأيّام قتال، أو كسر قواعد، أو تصعيد موجع، والمعادلة: وقف الحرب في غزة وحماية مصالح المنطقة، أو قتال يليق بمصالح لبنان وكرامة المنطقة وشرفها. وحذار شرارة الحرب، لأنّ واقع المنطقة يكاد ينفجر من الغليان".