اشارت صحيفة "الجمهورية"، الى أن "حبس الإنفاس مُمتدّ من لبنان إلى كلّ دول العالم، ترقباً لطبيعة ما تقول إسرائيل إنّه ردّ على صاروخ مجدل شمس الذي أودى بحياة العديد من المدنيين العرب من سكان هذه البلدة الواقعة في الجولان السوري المحتل".

وكشفت معلومات موثوقة لـ"الجمهورية"، أنّ "القنوات السياسية والديبلوماسية فتحت على مصراعيها، على حركة اتصالات منظورة وغير منظورة، توزّعت على خطوط محلية واقليمية ودولية متعددة، ولا سيما من الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والأمم المتحدة".

وعلى ما تقول مصادر المعلومات للصحيفة، فإنّ "الاميركيين عبر آموس هوكشتاين كانوا متناغمين مع موقف إسرائيل، وتبنّوا روايتها واتهام حزب الله بإطلاق صاروخ مجدل شمس، وأجازوا لها حق الردّ كجزء من حقها في الدفاع عن نفسها، إنما ردّ محسوب ومدروس لا يشكّل شرارة لإشعال حرب واسعة. على أن مطّلعين عن كثب على أجواء الاتصالات، أبلغوا الى "الجمهورية" قولهم "إن الاميركيين يتفهّمون في العلن الموقف الاسرائيلي، بل ويتبنّون رواية العدو. الا انهم في المحادثات التي يجرونها، سواء في الاتصالات او في الغرف المغلقة، يقولون أمورا اخرى، ويؤكدون انهم لن يسمحوا بتوسيع نطاق الحرب، وسيمنعون أيّ مغامرة في الاتجاه".

ولاحظ مصدر سياسي، عبر "الجمهورية"، "وجه شبه بين الأجواء الحالية والاجواء التي سبقت سبقت الردّ الايراني على قصف القنصلية الايرانية في دمشق، حيث قد يكون المراد من الحراكات الجارية، إن صَحّ ما يقال عن رسائل متبادلة، هو محاولة اميركية لتمرير ردّ اسرائيلي مدروس على حادث مجدل شمس، من النوع القابل للاحتواء سريعاً، ولا يؤدي بشكل من الاشكال الى توسيع نطاق الحرب ووضع المنطقة على حافة حرب اقليمية. الا انّ العائق الاساس امام هذه المحاولة يتجلى في رفض ايران اولاً، التسليم باتهام حزب الله باستهداف مجدل شمس، وتبرئة اسرائيل من حادث تسبّب به أحد صواريخ القبة الحديدية. وثانياً، رفضها الانجرار الى خدعة تتسلل من خلفها محاولة اسرائيلية لاستعادة هيبة مكسورة امام المقاومة، تتيح لها فرض معادلة جديدة".

الفرنسيون والروس والايرانيون

وفي السياق ذاته، اشارت معلومات الصحيفة، الى أنّ "الفرنسيين عبّروا عن قلق بالغ مما سمّوها مخاطر كبرى، وكانوا مُلحّين في التحذير من الانزلاق الى حرب واسعة تخرج عن السيطرة". ويبرز في هذا السياق الاتصال الذي جرى بالامس بين الرئيس الايراني مسعود بزشكيان والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث اكد الرئيس الايراني انه "اذا هاجم الكيان الاسرائيلي لبنان، فسيرتكب خطأ كبيرا ستكون له عواقب وخيمة"، معبرا عن "قلقه الشديد تجاه تصعيد التوترات جنوب لبنان"، وقال: "نحذّر من تبعات اي عدوان عليه"، مشيرا الى "أننا لن ندّخِر جهدا لإنهاء حرب غزة واستقرار المنطقة. ونأمل من الدول الأخرى تحمل مسؤولياتها".

وفيما تعكس مجريات الميدان العسكري أنّ "حزب الله"رفع من جهوزيته واستعداداته على طول خط المواجهة، وفي العمق، الى حدود التحفّز الأعلى تحسّباً لأيّ طارئ. يؤكد مطلعون على اجواء الحزب لـ"الجمهورية"، أنّ "رسائل وجّهت في مختلف الاتجاهات بأنّ ردّ المقاومة سيكون فورياً على أيّ خطوة عدوانية اسرائيلية، بما يُماثلها كمّاً ونوعاً، ومن دون سقوف إن تَطلّب الأمر ذلك. ولفت هؤلاء الى انّ "حزب الله، وخلافاً لما يبث من أكاذيب، لم ولن يقدّم أيّ التزام بعدم الردّ على أيّ عدوان اسرائيلي يحصل الآن أو في أي وقت آخر".

في هذا السياق، علمت صحيفة "الأخبار"، أن "رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقّى اتصالات من مسؤولين أميركيين والمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين جدّدوا فيه الدعوة إلى ضبط النفس وعدم الرد على أي ضربة، فيما أكّد بري أن "لبنان لا يريد الحرب لكن لا ضمانات ولا تعهدات بقبول أي اعتداء على لبنان".

وكشفت مصادر أمنية لصحيفة "الأخبار"، أن "سفارات الدول في بيروت بدأت بتفعيل خطط الإخلاء التي كانت قد وضعتها مع بداية الحرب لترحيل رعاياها في حال اندلاع الحرب، والتي تضمنت رصداً للطرقات التي يمكن سلوكها والمطارات العسكرية والموانئ الصغيرة للخروج في حال إقفال مطار بيروت الدولي"، مشيرة إلى أن "الوضع خطير استناداً إلى السلوك الأميركي الذي لم يصل ولا مرة إلى هذه المرحلة من التحذير، إذ إن السفارة كانت تكتفي سابقاً برفع مستوى التحذير لكن ليس بالشكل الذي تقوم به حالياً".