توالت ردود الأفعال المحليّة والدوليّة، تعليقًا على الغارة الإسرائيليّة الّتي استهدفت منطقة حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أدّى في حصيلة غير نهائيّة إلى استشهاد مدنيَّين وإصابة أكثر من 68 آخرين.

في هذا الإطار، أعربت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت، عن "قلقها البالغ إزاء القصف الذي تبنته إسرائيل، والذي استهدف الضاحية الجنوبية لبيروت المكتظة بالسكان، مخلفا الكثير من الضحايا المدنيين".

وأكّدت مجددا أن "لا حل عسكريا للوضع الراهن"، داعيةً كلًّا من إسرائيل ولبنان إلى "الاستفادة من كل السبل الدبلوماسية للسعي إلى العودة إلى وقف الأعمال العدائية، وإعادة الالتزام بتنفيذ القرار 1701". وأفادت بـ"أنّها تواصل اتصالاتها الوثيقة مع الأطراف الرئيسية المعنية، من أجل أن يسود الهدوء".

بدوره، شدّد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، على أنّ "ضرب الضاحية الجنوبية عمل مجنون، وقفز بالمجهول، وانتحار صهيوني يائس. ومع انهيار سقف المحرّمات، لن يستطيع أحد بهذا العالم حماية إسرائيل من أخطر قتال بلا حدود، ولا صوت فوق صوت المقاومة، ولا إرادة فوق إرادة بطشها، ولا قرار في هذا العالم فوق قرارها الإستراتيجي".

وأشار عميد الإعلام في "الحزب السوري القومي الاجتماعي" معن حمية، إلى أنّ "الحزب يدين بشدة العدوان الصهيوني الذي استهدف ضاحية بيروت الجنوبية، والذي استهدف مبان سكنية، وأسفر عن استشهاد واصابة عدد من المدنيين".

واعتبر أنّ "هذا العدوان الغاشم يمثل تطوراً خطيراً في مسار المواجهة المفتوحة مع العدو، ذلك لأنّ العدوان الصهيوني على ضاحية بيروت، يُعدّ كسراً للخطوط الحمراء، وهذا ما ستقابله المقاومة بردٍّ يكسر بمفاعيله كلّ الخطوط الحمر التي حاول حلفاء الكيان الغاصب رسمها خلال الأيام الماضية".

وأكّد حميّة أنّ "قوى المقاومة، وفي طليعتها "حزب الله"، تمتلك من الخيارات والقدرات ما يمكنها من القيام بردٍّ قاسٍ جداً، يتجاوز بنتائجه توقعات قادة الكيان الغاصب. فلدى المقاومة بنك أهداف محدّث، ولديها الاستعدادات كافة لمواجهة كلّ الاحتمالات وردع العدوانية الصهيونية".

من جهتها، أعربت أمانة الإعلام في حزب "التوحيد العربي" في بيان، عن إدانتها بشدّة "العدوان الإسرائيلي الغادر الذي إستهدف مبنىً سكنيّاً في ضاحية بيروت الجنوبيّة، وأدّى إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين".

ولفتت الى أنّ "العدو الإسرائيلي ارتكب جريمة ارهابية بشعة بحق الاطفال والنساء والشيوخ، وسيكون الرد قاسيًا عليها دون أدنى شكّ، بعد ان تجاوز العدو الصهيوني الخطوط الحمر بقصفه عمق بيروت في منطقة مكتظة بالسكان، مستهدفا مدنيين أبرياء آمنين في بيوتهم؛ بحجّة إستهداف مسؤول كبير في حزب الله" .

وشددت أمانة الإعلام على "حقّ المقاومة الطبيعي والمشروع في الدفاع عن نفسها وأهلها"، معلنةً "وقوف حزب "التوحيد العربي" إلى جانب المقاومة وخياراتها وقراراتها في ما يتعلق بمسار المعركة مع العدو الصهيوني، الذي لا يفهم إلا لغة القوة".

أمّا النائب فيصل كرامي فعلّق قائلًا: "الى كل القوى الدولية والعربية واللبنانية التي تؤكّد يوماً بعد يوم رفضها لحرب واسعة بين لبنان والكيان الصهيوني، ها قد اتحفتكم اسرائيل بضرب الضاحية الجنوبية التي هي جزء من بيروت العاصمة".

وتساءل: "هل تتوقعون ان نهبّ جميعاً لكي نقول للمقاومة اللبنانية ارجوك ان لا تقومي بالرد على هذا العدوان؟ هل تتوقعون ان تسكت المقاومة اللبنانية التي توعّدت بأن المطار بالمطار، وان الكهرباء بالكهرباء والعاصمة بالعاصمة؟".

وركّز كرامي على أنّ "امام العجز الدولي المهين والمعيب عن ردع التوحّش الاسرائيلي، نقول للجميع وبكثير من المرارة والواقعية، اننا مقبلون فعلاً على حرب لا يعلم غير الله عواقبها، وان المسؤولية الاولى عن اشتعال هذه الحرب تقع على المجتمع الدولي الذي يتفرّج على دمنا ودمارنا ويصفّق للنتن ياهو".

بدوره، استنكر نائب رئيس "المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى" العلامة الشيخ علي الخطيب، "العدوان الهمجي على الضاحية الجنوبية، الذي استهدف مدنيين ابرياء سقطوا شهداء وجرحى بينهم عدد من الاطفال، يشهدون على همجية العدو الصهيوني وحقده على اللبنانيين".

ورأى أنّ "هذا العدوان ليس غريبا على العدو الجبان ان يستهدف بارهابه ضاحية بيروت الجنوبية، عرين الإباء والكرامة، هروبا من مواجهة رجال المقاومة الابطال الذين يمرغون أنفه كل يوم على الجبهة الجنوبية بالتراب، ولن يستطيع بخسته ان ينال بارهابه الذي استهدف هذه الليلة بعض المباني المأهولة بالمواطنين المدنيين الآمنين، من معنويات شعبنا الابي، الذي لا تزيده هذه الأعمال الجبانة الارهابية الا مزيدا من الالتصاق بمقاومته وقيادتها الشريفة وثباتا، وقناعة بالطريق التي اختارها في الدفاع عن سيادة لبنان وشعبه ومساندة لغزة والشعب الفلسطيني الصامد ومقاومته البطلة والشجاعة، في مواجهة الغرب وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، التي تتحمل المسؤولية في كل ما يجري وما يقوم به العدو من جرائم بحق شعوبنا العربية والاسلامية؛ وبالاخص على لبنان وفلسطين".

وأكد الخطيب أن "الحروب النفسية والارهابية لن تنال من عزيمة شعبنا، وإنما تزيده اصرارا على المضي قدما نحو الانتصار والتحرير".

وأعرب النائب السابق أمل ابو زيد، عن إدانته بشدة "الاعتداء الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال قادة في المقاومة. ونتوجه بالتعزية الصادقة للمقاومة وجمهورها".

وأشار إلى أنّ "هذا الاعتداء المستنكر يؤكد النيات الإجرامية لإسرائيل، ومحاولتها التبريرات الكاذبة لاستكمال عدوانها على لبنان، للتعمية عن مسؤوليتها المباشرة في مجزرة مجدل شمس، التي يرفض الكيان الإسرائيلي فتح تحقيق في ظروفها وملابساتها".

وشدّد أبو زيد على أنّ "الحقيقة ستظهر، وسيتأكد العالم أن الذي قتل عشرات الآلاف من أطفال غزة لن يتردد عن قتل أطفال مجدل شمس في الجولان المحتل، الذي تصدى فيه أبطال بني معروف للأكاذيب والوقاحة الإسرائيلية".، مركّزًا على أنّ "من ذبح أطفال غزة، هو آخر من يحق له الكلام عن أطفال مجدل شمس المحتلة. إن ما حصل الليلة يدل على أن الكيان الإسرائيلي لا يملك سوى سلاح القتل والغدر عن بُعد ويخشى المواجهة عن قرب".

في السّياق، أعربت وزارة الخارجية العراقية عن إدانتها واستنكارها الشّديدين "للعدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت، واستهدافه المدنيين والمباني السكنية بطريقة عشوائية"، وعدّت هذا الاعتداء "انتهاكاً سافراً للقانون والمواثيق الدولية".

وأكّدت أن "هذا العدوان يشكل تهديداً خطيراً على استقرار المنطقة"، محذرة من "تداعياته السلبية على الأمن والسلام الإقليميين". ودعت المجتمع الدولي إلى "تحمل مسؤولياته والتدخل الفوري، لوضع حد لهذه الانتهاكات والاعتداءات المتكررة وحماية المدنيين في لبنان"، مشدّدةً على "ضرورة اتخاذ التدابير الضرورية لحماية السيادة الوطنية للبنان".