اكدّت مصادر دبلوماسية غربية مطّلعة لـ"النشرة" ان الكلام الاميركي عن ان "الحرب الواسعة ليست وشيكة"، ينطلق من حقيقة مفادها ان "جميع القوى، لا ترغب بتوسيع الحرب، رغم التوتر الذي رافق استهداف ضاحية بيروت الجنوبية وطهران". واستندت إلى عاملين أساسيين:

اولا، خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، الذي فصل موضوع الرد على ضربة الضاحية عن المواجهات الحدودية القائمة منذ اشهر وفق قواعد مضبوطة. وهو يعكس رغبته في ابقاء الأمور على حالها، ريثما يتم وقف حرب غزه. علماً ان "حزب الله" سيقوم بالرد المحدّد على الضربة فقط.

ثانياً، جمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو عدداً من الإنجازات العسكرية الاسرائيلية التي يجيّرها لصالحه في الحسابات الداخلية: احتلال قطاع غزه، والسيطرة على معابره، انهاك "حماس"، اغتيال قادة أساسيين فيها، أبرزهم رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، والإعلان عن اغتيال مسؤولها العسكري محمد الضيف، وآخرين قادة ميدانيين. إضافة إلى اغتيال عدد من قادة "حزب الله" العسكريين، أبرزهم فؤاد شكر ومسؤولون ميدانيون جنوباً. كلها تجعل نتنياهو يمسك أوراق قوة في مقارعة خصومه السياسيين الاسرائيليين ومحاولة كسب مزيد من التأييد الشعبي وسط الترويج له على انه "جيمس بوند".

ولا تستبعد المصادر ان تكون تلك الاوراق عاملاً اساسيا في اتخاذ نتنياهو القرار بوقف الحرب بعد تظهير انتصاراته داخلياً ودولياً. بينما توسيع الحرب سيدخل اسرائيل في متاهات جديدة عكسها القرار العسكري بعدم الموافقة على اي حرب برية مع لبنان، خشية الغرق في مستنقع اخطر بأضعاف من ساحة غزة.

وجزمت المصادر ذاتها بأن الاستمرار في المواجهات باتت مكلفة لكل الافرقاء، وقد تنقلب سوءاً على نتنياهو نفسه بعد حين، بينما يُنتظر ان يشجّع الاميركيون وكل العواصم الغربية، ومن ضمنهم بريطانيا حالياً، الحكومة الاسرائيلية على الدخول مجدداً في مفاوضات جدية ومنتجة، استناداً إلى مكتسبات نتنياهو الحالية، خصوصا ان ايران وحلفاءها يحاولون البقاء في ذات السياق الذي يستنزف تل ابيب في تداعيات حرب غزه ومتفرعاتها.