اعتبر البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أنّ "احتفال بكركي بتطويب البطريرك اسطفان الدويهي كان منقطع النّظير، وشكّل علامة رجاء في الظّرف الّذي يمرّ به لبنان، ليقول الدويهي للبنانيّين: "لا تخافوا" فيصبرون على محنتهم".

وأشار، في حديث لقناة الـ"MTV"، إلى أنّ "تطويب الدويهي هو دعوة للبنانيّين للتروّي والتّفكير بلبنان ومؤسّساته ورئاسة جمهوريّته، ولا سبب يقنعني بعدم وجود رئيس إلّا نوايا غير سليمة مبطّنة ضدّ مصلحة لبنان"، متسائلًا: "بأي دستور يوجد الاتفاق على رئيس؟ ولماذا لم تُعقد أي جلسة انتخابيّة منذ أكثر من سنة؟".

وشدّد الرّاعي على أنّ "رئيس الجمهوريّة هو الوحيد الّذي يفاوض، ورئيس البرلمان ورئيس الحكومة ليسا مخوّلَين التّفاوض بإسم لبنان". ورأى أنّ "هناك إقصاءً لدور الموارنة في الدّولة، ولا سيّما بمنع انتخاب رئيس الجمهوريّة، فلا ميثاقية لعمل البرلمان والحكومة بغياب رئيس الجمهوريّة".

وركّز على أنّ "ثمّة إقصاءً لدور المسيحيّين وغياب للموارنة والمسيحيّين في الإدارة العامّة، وهذا يضرب نظامنا التعدّدي، لكن لا خوف على الوجود المسيحي في لبنان، بل ما يحصل هو إضعاف وليس محوًا لوجودهم"، لافتًا إلى أنّ "المسيحيّين عنصر أساسي لا يمكن تهميشه في الدّولة، وهو مُصان في النّصوص، لكنّ الإقصاء إذا طال يشكّل خطرًا على الوجود المسيحي في لبنان".

كما أعرب عن أسفه "لعدم اجتماع القادة المسيحيّين تحت قبّة بكركي، وحاولنا مرارًا لكن لم نستطع، لربّما يقتنعون يومًا ما".

وذكر الرّاعي أنّ "اللّبنانيّين هم مَن يبعدون شرّ الحرب عن لبنان، عبر التعقّل والتروّي ووقف الحرب لأنّها تولّد الدّمار، ويجب تغيير اللّغة لأنّ ثقافتنا هي الحياة وليست الحرب والموت".