أشار الناطق باسم أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وليام نون، إلى أنّ "على الرغم من ان حرب غزة وجنوب لبنان سرقت الأضواء من قضيتهم، إلا ان الأهالي مستمرون في تحركهم، حتى الوصول إلى الحق والحقيقة وتحقيق العدالة"، لافتًا إلى أنّ "الأهالي ومنذ اليوم الأول لانطلاق التحقيق العدلي، كانوا على يقين أن مسارهم شائك ومعقد، وأن القرار الظني لن يصدر قبل 4 أعوام بأقل تقدير، خصوصا انهم يواجهون حيتان ال​سياسة​ وكل من يسبح في فلكها، ويأتمر بها من أحزاب ومسؤولين قضائيين وإداريين وأمنيين".

وأكد، في حديث لصحيفة "الأنباء" الكويتية، أن "الأمور باتت في خواتيمها لجهة صدور القرار الظني المنتهية صياغته لدى المحقق العدلي طارق البيطار. ويبقى ان يحرر المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار القرار من الأسر، وبالتالي طي مرحلة أساسية من مسار الدعوى".

وأوضح نون أنّ "هذا ما من أجله سيتحرك الأهالي باتجاه الحجار، لمطالبته بكسر الحواجز المرفوعة أمام القاضي البيطار، وتنفيذ وعده بإيجاد صيغة قانونية تحرر القرار الظني من دهاليز المصالح السياسية، خصوصا ان الحجار مشهود له بالمناقبية وبالتزامه القوانين المرعية الإجراء، والتي حاول سلفه القاضي غسان عويدات ضربها بالعمق لصالح "الثنائي"، الذي سارع في اليوم الثاني للانفجار، أي في 5 آب 2020 الساعة السادسة مساء؛ وقبل ان تطأ أقدام الأدلة الجنائية ساحة الجريمة، إلى تبرئة العدو الإسرائيلي منها".

وركّز على أن "الأهالي كانوا على مسافة أيام قليلة من انتزاع قرار من مجلس الأمن الدولي، بتعيين لجنة تقصي حقائق، وذلك خلال جلسته التي كانت مقررة في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الأول 2023، إلا ان عملية "طوفان الأقصى" في 7 منه، سحبت الاهتمامات الدولية باتجاهها، نظرا إلى حجم العملية وضخامة تداعياتها على المستوى الدولي؛ وقد حالت بالتالي دون بت المجلس بالقرار المنشود".

كما كشف أنّ "اللقاءات مع العديد من سفراء الدول المهتمة بتحقيق العدالة في القضية، وفي طليعتها أستراليا، انطلقت من جديد، على أمل ان تتبنى دولهم خلال الجلسة المقبلة لمجلس الأمن؛ دعم القرار بتعيين لجنة تقصي حقائق والتصويت لصالح صدوره".

وأكّد نون أنّ "البابا فرنسيس متمسّك بمواقفه الداعمة للأهالي، وقد التقوا مؤخرا في السياق نفسه، مع الموفد البابوي إلى لبنان أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، وقد تم التأكيد على زيارة الأهالي للفاتيكان في 26 الحالي، للقاء البابا فرنسيس، والتداول معه فيما وصلت إليه مجريات التحقيق، والاطلاع منه على ما يتحضر في أروقة الفاتيكان من خطوات ضاغطة على المجتمع الدولي، في سبيل تحقيق العدالة في جريمة العصر".

وشدّد على أنّ "الأهالي لن يكلوا ولن يتعبوا ولن يستكينوا حتى يصلوا إلى يوم الحصاد، الذي يتم فيه الكشف بالأسماء عن المجرمين والمرتكبين كل بحسب دوره ومسؤوليته، وستبقى بالتالي أصوات الأهالي وخطواتهم تضج في الساحات وأمام المرجعيات المحلية والدولية المختصة، لإحقاق الحق والكشف عن حقيقة ما جرى في ذلك اليوم المشؤوم 4 آب 2020"، متمنيا على اللبنانيين "مشاركتهم في التحرك اليوم، للتأكيد على ان العدالة وحدها تحمي لبنان ووحدها ستنتصر في نهاية المطاف".