تعيش المنطقة حاليا حالة من التوتر قلما مررنا بها منذ اندلاع حرب غزة في ٧ تشرين الاول الفائت.
ويتلخص هذا التوتر فيما يتعلق بالرد المتوقع من قبل إيران وحزب الله وربما بمشاركة حلفائهم ردا على الاغتيال الذي حصل بالعاصمة الإيرانية طهران لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنيّة، وايضا ردا على اغتيال المسؤول العسكري والأمنيّات في حزب الله فؤاد شكر او كما يسميه رفاقه "الحاج محسن"، وذلك خلال هجوم جوي حصل على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت.
لذلك، يبرز السؤال المحوري، ماهي السيناريوهات المتوقعة لهذا الردّ (او الردود)، وما هي العوامل المؤثرة والقواعد التي تتحكم بأيّ ردّ ممكن ان يحصل في الساعات القادمة؟.
اولا، ان اي حرب كبرى ستؤدّي إلى حدوث مخاطرة كبيرة فيما خصّ المكاسب التي حقّقتها إيران وحليفها "المدلّل" حزب الله، من اجل ذلك، فإنّ هدف هذا المحور هو المحافظة على هذه المكاسب وبأيّ ثمن، وفي أسوأ الأحوال الحدّ من من الخسائر بأكبر قدر ممكن.
ثانيا، لا تملك إيران وحلفائها من القدرة على القيام بردود مماثلة على اسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بالقيام بعمليات نوعيّة وتكنولوجيّة لتنفيذ عمليّات اغتيال لشخصيات أمنيّة او سيّاسية كبيرة ومرموقة عند الطرف الإسرائيلي.
ثالثا والاهم، لا توجد "رغبة" من قبل القوى الكبرى لاشعال حروب كبرى، ولو حتى افترضنا لخسارة ووقوع عدد كبير من الضحايا او لمقتل شخصيات هامة ومحوريّة. فمثلا ومن بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري بلغت الأمور حدًّا من الخطورة انتهت بفصل اجتياح بيروت او ما سمي بـ"أحداث السابع من ايار" ولم تقع ايّ حرب داخلية من جراء هذه التراكمات، وخاصة من بعد اتهام حزب الله باغتيال زعيم السنة التاريخي. اما عند وجود ارادة دولية كبرى، فيمكننا ان نستشهد بحادثة الخلاف على لعبة "ألـْﮔِلَّة" في إمارة جبل لبنان بين ولد درزي وولد ماروني أدّت إلى حرب واحداث الـ1860-1861 انتجت من بعدها نظام المتصرفية.
مثل اخر، وهو اغتيال ولي عهد النمسا فرانز فرديناند مع زوجته من قبل طالب صربي يدعى غافريلو برينسيب في 28 حزيران عام ١٩١٤ والذي أدّى لنشوب الحرب العالمية الأولى.
لذلك فعند وجود قرار كبير ودولي، تكون عادية الحجج كمدخلٍ لاشعال اكبر الحروب. مع العلم طبعا بأن إسرائيل تطمح لجرّ الولايات المتّحدة لحرب كبرى نظرا لما يمثله ذلك كفرصة كبيرة لا تحصل الا كل فترة طويلة من الزمن تمتد احيانا لعقود عدة.
في الخلاصة، ان المشهديّة المتوقعة، هي مسرحية "شكسبيريّة" تحت عنوان "هاملت" تحمل مشهد استعراضي مصحوبا ببروباغندا اعلامية لمنظر رهيب ولكن بفاعلية عاديّة ليس الا، ولكن مع تأسيس لقواعد اشتباك جديدة قد تسرّع في الوصول إلى تسوية قريبة.
*الأمين العام للمؤتمر الدائم للفدرالية