بدا واضحًا أنّ كلّما تأخّر "حزب الله" في الرّد على الضربة الإسرائيليّة الّتي استهدفت عضو مجلسه "الجهادي" فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت الأسبوع الماضي، كلّما ازداد إرباك الإسرائيليّين، عسكريًّا ونفسيًّا واجتماعيًّا، وبالتّالي ارتفع منسوب الخسائر الاقتصاديّة.

وأظهرت كلّ المعطيات أنّ الإسرائيليّين جمّدوا نتيجة المخاوف من ردّ "حزب الله" وإيران، كلّ نشاطاتهم، ليس في المناطق القريبة من لبنان فحسب، بل انسحب ذلك على تل أبيب نفسها، وهو ما دعا شركات الطّيران الأميركيّة والأوروبيّة إلى وقف رحلاتها إلى إسرائيل، وبقي 150 ألف إسرائيلي في العواصم لا يستطيعون العودة إلى تل أبيب، ممّا يشكّل عامل ضغط كبير؛ يُضاف إلى تداعيات النّازحين من المناطق الحدوديّة.

وأبرزت صحف أجنبيّة مخاوف الإسرائيليّين باستهداف غير متوقّع، بعدما كانت "مُسيّرات "حزب الله" قد حلّقت في سماء حيفا منذ أشهر، وتمكّنت من تجاوز الدّفاعات الإسرائيليّة، كما أنّها رسمت خرائط أهداف لأكبر ميناء في إسرائيل، ولبطاريّات القبّة الحديدية الشّهيرة، وحتّى للمكاتب الفرديّة للقادة العسكريّين".

وماذا لو قرّر "حزب الله" وإيران إرجاء الرّد لسبَبين: مراكمة الضّغوط وتداعياتها في إسرائيل، وتحقيق عنصر المفاجأة لاحقًا؟

بموازاة ذلك، ازدادت محاولات التّسوية الّتي سوّق لها الأميركيّون مخارج، ومنها الإطاحة بحكومة بنيامين نتانياهو شرط عدم ردّ إيران، لكنّ طهران وحلفاءها يركّزون على وقف الحرب في غزة أوّلًا، دون شروط؛ قبل الحديث عن اي مخرج آخر.