ترأس الرئيس العام للرهبانية المريمية الأباتي إدمون رزق، قداسا احتفاليا في دير مار ضومط - فيطرون، بمناسبة عيد شفيعه، في المقر الصيفي للرئاسة العامة.

ولفت رزق، في عظته، الى ان "كلُّ عيدٍ يأتي بأبُّهةٍ عظيمة ويجلبُ معَه شهادةً بشريّةً جديدةً، تؤكِّدُ لنا أنّ الربَّ إلهَنا حيٌّ هو، وفاعلٌ هو، وعظيمٌ هو في حياتِنا! هذا ما آمنَ به القدّيسون وشهِدوا له، وكانت شهاداتُهم منارةً لنا، لتقودَنا إلى شواطئِ النعمة".

وأشار الى أن "اللقاءَ بالرب، يغيّرُنا من عمقِ أعماقِنا، يحوِّلنا عن مسارِ الاهتمامِ بالدنيويّات إلى مسارِ الحبِّ وبذلِ الذات، فتتجذّر كلماتُ الإنجيلِ فينا، وتحمينا من الاهتمامِ بالدنيويّات، لأنّ الربّ يعتني بنا ويـُـقيتنا ويُلبسنا ويسهر على حاجاتِنا ... إن قبِلنا عنايتَهُ ووثقنا به! هكذا تحوّلَ بولسُ مضطهِدُ الكنيسة، وهكذا تـنحَّ ضومطُ الوزير، وتراجعَ عن اضطهادِ المسيحيّينَ، وخصوصاً الإكليركيّينَ والكهنةَ، ولاقى في الإيمانِ بيسوع طريقَ الخلاصِ".

وأضاف "في زمانِنا الحاضر، قد يصعَبُ علينا ألاّ نهتمَ بحياتِنا الماديّة والاجتماعيّة وحالِ بلادِنا وأمورٍ كثيرة تقلقُنا، ولكن هذه الأمور تقلقُ أيُّ إنسانٍ عاديّ، أمّا نحن الّذين تعمّدنا بالمسيح، سنتشدّدُ به وبعنايتِهِ، وإذا أردنا أن نكون مثالاً في الإيمان، لن نقلقَ إلا في سبيل الملكوت. فيسوع يطمئننا " اطلبوا أوَّلاً مَلكوتَ اللهِ ومشيئَتَهُ، فيزيدَكُمُ اللهُ هذا كُلَّه. لا يَهُمَّكُم أمرُ الغدِ، فالغدُ يَهتمُّ بنفسِهِ. ولِكُلِّ يومِ مِنَ المتاعِبِ ما يكْفيهِ".

وأردف "إن أردنا القداسةَ، فعلينا ألا نخافَ من دعوةِ الله لنا، ألا نعطي أمورَ الدنيا أكثر اهتمامًا من أمورِ الملكوت، فأمور الدنيا هي حقٌّ ولكنّها ليست وحدَها الغاية. إنّ السلامَ الّذي نرجوهُ، يبدأ بتسليمنا ذواتِنا وعائلاتِنا بكلِّ ثقةٍ إلى العنايةِ الإلهيّة. وإن وصلنا لهذاالسلام، ستتراجعُ فينا أمورًا كثيرة: كالخوف والأنانيّة، والحزن، والحسدِ، ستُلغى فينا مشاعرَ الكرهِ والحقدِ".