رأى وزير الشؤون الاجتماعية السابق ريشار قيومجيان في حديث إلى «الأنباء» الكويتية، ان أهم ما جاء في خطاب الأمين العام لـ ««حزب الله» السيد حسن نصرالله يوم الثلاثاء الماضي «انه برر لجمهور المقاومة تأخير عملية الرد على اغتيال فؤاد شكر في الضاحية وإسماعيل هنية في طهران، الأمر الذي إن أكد شيء، فهو ان الحسابات الكبرى للمنطقة توضع في طهران وليس في حارة حريك».

واعتبر قيومجيان «انه كلما تأخر الرد، بردت الأجواء، وتصاعدت نسبة التفاؤل بسقوط مبررات الحرب الشاملة».

وأكد قيومجيان «ان ايران تصيغ عملية الرد بدقة متناهية وبميزان الجوهرجي، التزاما منها بالنصائح الأميركية والغربية كافة لمنع انزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة». وهذا يعني من وجهة نظره ان المشهدية الراهنة انتقلت وفقا للمعطيات الأخيرة في خطاب السيد نصرالله ومواقف المسؤولين الإيرانيين، من حالة الترقب الاستراتيجي، إلى الانتظار الاستراتيجي الذي قد ينتهي ايضا بعدم الرد بناء على حسابات استراتيجية ذكية.

وقال قيومجيان: «ما تقدم ان دل على شيء فعلى فشل حرب الإسناد (جبهة الجنوب اللبنانية) في وقف الحرب على غزة أو أقله في إشغال الإسرائيلي. لا بل تسببت في تدمير مناطق الجنوب ونزوح أهاليها باتجاه الداخل، واستنزاف ما تبقى من قدرات مالية للدولة اللبنانية، إضافة إلى سقوط ضحايا أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل سوى انهم من سكان منطقة أرادها حزب الله صندوق بريد من جهة لتمرير الرسائل الايرانية، ومسمار جحا من جهة ثانية للحفاظ على سلاحه ودويلته ضمن الدولة اللبنانية».

وتابع: «بغض النظر عن الرد والرد على الرد، فإن المعطيات الراهنة وعلى رغم حالات التصعيد التي تعيشها المنطقة، تؤكد على ان إمكانية اندلاع حرب واسعة ضعيفة، وقد تصبح مع توالي الايام شبه معدومة. الا ان تلك المعطيات قد تتبدل خلال المرحلة المقبلة وتذهب باتجاه الأسوأ، لأن السؤال الذي يطرح نفسه في ظل انعدام الحل الديبلوماسي المطروح أساسا قبل صاروخ مجدل شمس وقبل اغتيال شكر وهنية: هل سيقبل الإسرائيلي بعودة شمال إسرائيل إلى ستاتيكو ما قبل السابع من أكتوبر الماضي؟ أم انه سيبقى على اصراره بانتزاع منطقة آمنة تمتد من حدوده الشمالية حتى شمال الليطاني جنوب لبنان؟ وهذا ما يرفضه حزب الله جملة وتفصيلا».

وأضاف الوزير السابق للشؤون الاجتماعية: «الأفق مسدود والتطورات رهن ما ستحمله الأيام المقبلة، لاسيما وان المبادرة بيد الإسرائيلي الذي سيختار بين العودة إلى مشهدية ما قبل 7 تشرين الاول، وبين المضي بالحل العسكري الذي قد يقود المنطقة إلى حرب واسعة».

وعن انعكاس المشهد جنوبا مزيدا من الجمود والفوضى في الداخل اللبناني، أكد قيومجيان «ان حزب الله ربط وللأسف كل شؤون لبنان وفي طليعتها الانتخابات الرئاسية بمجريات حرب الإسناد من بوابة الجنوب، ما يعني ان الاستحقاق الرئاسي وضع في الثلاجة عن سابق تصور وتصميم بإيحاء من حزب الله وبتنفيذ رئيس مجلس النواب نبيه بري المؤتمن أساسا على صحة العمل التشريعي من منطلق تطبيق الدستور نصا وروحا، وذلك لسببين رئيسين لا ثالث لهما: الاول عجز الثنائي الشيعي عن فرض رئيس ممانع، والثاني انتظار نتائج الحرب على حزب الله ينتصر بها فتمنحه القدرة على فرض شروطه في الاستحقاق الرئاسي. لكن ما فات الثنائي الشيعي ان زمن فرض الشروط ولى وأصبح من الماضي، وان المعادلة اللبنانية الجديدة محصنة بقوة المعارضة ضد الاستسلام لإرادة محور الممانعة، والأهم هو ان «الدعوة إلى عدم الخوف من انتصار المقاومة والقول انها لن تفرض شروطها، يصح فيها القول المأثور: اسمع تفرح جرب تحزن..».