أوضح عضو كتلة "التنمية والتحرير" النائب قاسم هاشم، أنّ "الاعتداءات باتت على مساحة الوطن، فالعدو يسعى عبر التصعيد الأخير إلى توجيه رسائل حول جهوزيته الكاملة لأي رد من لبنان"، مشددًا على أن "الاستهدافات ليست جديدة وقد ترتفع وتيرتها وقد تتراجع أحيانًا، ولكنها لم تتوقف يومًا خلال الأشهر العشرة الماضية".

وأكّد، في حديث لصحيفة "الديار"، أنّ "ما حصل في صيدا أخيرًا شكل عاملًا إضافيًا في زيادة التوتر، نظرًا لحجم ومساحة الاعتداءات، ويُظهر وكأن توقيت ما يجري اليوم في لبنان وغزة، هو استباق لحركة المفاوضات في حال وصلنا إليها، ذلك أن من يرتكب هذه الجرائم رغم الحديث عن مفاوضات وشيكة لوقف الحرب، يقوّض أي إمكان لنجاح هذه المفاوضات قبل الوصول إليها".

وحول وجود ترابط ما بين الدعوة إلى التفاوض والرد المرتقب على الاغتيالات الإسرائيلية في بيروت وطهران، شدد هاشم على أن "لا ترابط بين المفاوضات والرد المرتقب، والذي يحدده المعنيون بالقرار والميدان، فالردّ غير مرتبط بحركة المفاوضات أو بأي أمر آخر، لأن العدو الإسرائيلي ارتكب جرائم تجاوزت كل الحدود من بيروت إلى طهران، وبالتالي فإن كل المعطيات تؤكد أن الرد حتمي، ولكن لا أحد يستطيع التكهن بحجمه ومكانه وزمانه، وهو لدى أصحاب القرار والميدان".

وعن الحشد العسكري الأميركي في المنطقة وإذا كان للضغط من أجل التهدئة، قال إنه "من الصعب تحديد الهدف منه، لأنه مع بداية الحرب في غزة كان هناك حشد للأساطيل الأميركية وبزخم أكبر من اليوم، لأن الأميركي يريد حماية الكيان والحفاظ على أمنه، وهذا من ضمن الإستراتيجية الأميركية على كل مستوياتها، فالتفاوض يرتبط بالإدارة الأميركية ومدى جديتها، وبالإرادة الدولية في ظل ما يحصل من ارتكابات في غزة، خصوصاً بعد جريمة بعد استهداف المدنيين والمصلين بالأمس، إذ لا يمكن أن يمر هذا الأمر من دون أي إشارة أو تحميل مسؤولية من قبل المجتمع الدولي وأميركا لهذا الكيان، ما يعني أنه ليس هناك من دفع حقيقي للمفاوضات لكي تنجح، إنما هي عناوين بالية للإستثمار السياسي خصوصاً على أبواب الإنتخابات الأميركية".

وعن موقف حركة حماس من الدعوة إلى استئناف المفاوضات، رأى هاشم أنّ "ما أصاب الحركة من اغتيال رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية وما حصل بالأمس في صيدا، يجعلها تتمهل في اتخاذ الموقف من التفاوض، لأن الأمر ليس بهذه السهولة بالنسبة لاتخاذ موقف من مفاوضات بهذا الحجم، ومن الممكن أن لا تكون منتجة، وأن لا تكون هناك نية حقيقية بوقف حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني، والتريث طبيعي ما دام هنالك ما يقارب الأسبوع للموعد المبدئي للمفاوضات".

وذكر هاشم أن "المجتمع الدولي اليوم هو أمام مسؤولياته، لأن ما يجري وما جرى أخيراً وما قد يجري من اليوم حتى موعد المفاوضات، يعكس مدى تفلت الاعتداءات والجرائم من المحاسبة والإدانة"، متسائلاً عن "الضمانات بالتخفيف من حدة التوتر لوقف هذه الهجمات العدوانية على الشعب الفلسطيني لتسهيل الوصول إلى المفاوضات، وإذا كان هناك من نية حقيقية بأن تكون المفاوضات منتجة وتصل إلى نتائج واضحة، وليس مجرد عنوان من العناوين البالية التي اعتدناها خلال الأشهر الماضية".