أشار الوزير الأسبق الياس المر، خلال تدشين نصب كبير للسيّدة مريم العذراء في بتغرين، إلى أنّ "إقامة هذا النّصب هو تعبير عن إيماننا المتجذّر بالسيّدة العذراء ، أمّنا الحنونة، على أمل أن تباركنا جميعًا، وتنير دروبنا في الحياة"، موضحًا أنّ "إقامة هذا النّصب في بتغرين المتن، هو تذكير دائم بوجود العذراء معنا، ودعوة للالتزام بقيمها السّامية، ونشر المحبّة والتّسامح بيننا، والّصمود في هذه الأرض المقدسة. هذه رسالتنا وقناعتنا، هذا ماضينا ومستقبلنا".
وشدّد على "أنّنا نفتخر كمسيحيّين أنّنا حافظنا على الهويّة العربيّة واللّغة العربيّة في هذا الشّرق، وبلا المسيحيّين لا معنى للشّرق. نفتخر كمسيحيّين أنّنا كنّا في مقدّمة الأبطال الّذين ناضلوا واستشهدوا في سبيل الاستقلال، وانتصروا. نفتخر كمسيحيّين أنّنا كنّا روّاد بناء الدّولة اللّبنانيّة وإغناء الحياة السّياسيّة والاقتصادية والاجتماعيّة".
ولفت المرّ إلى "أنّنا نفتخر كمسيحيّين أنّنا بنينا صروحًا للثّقافة والتّعليم، فأسّسنا نخبة المدارس والجامعات الّتي نشرت العلم والمعرفة في لبنان والعالم العربي. نفتخر كمسيحيّين أنّنا كنّا في الصّفوف الأماميّة في النّهضة العربيّة، وروّاد الأدب والصّحافة والفكر والهندسة في هذا الشّرق. كما نفتخر كمسيحيّين أنّنا لعبنا دورًا قياديًّا في الدّفاع عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة".
وسأل: "أين لبنان اليوم؟ أين المسيحيّين اليوم وأين هي رسالتهم ودورهم؟ أين حقوق المواطن اللّبناني؟ أين كرامة اللّبناني؟"، متوجّهًا إلى أصحاب الشّعارات بالقول: "شبعنا أزمات وتبريرات، شبعنا اتهامات وشعارات. إرحموا البلد من الكذب والنّكايات، وارحموا النّاس من الإهمال وقلّة المسؤوليّة. ما هكذا تُبنى الأوطان، ولا هكذا تُدار الدّول. اخجلوا من أفعالكم، وتحمّلوا مسؤوليّاتكم. هذا البلد ليس مزرعةً لكم، بل هو أمانة في أعناقكم، أمام الله والعذراء، وأمام هذا الشّعب المناضل الأبي".
كما أكّد أنّ "لبنان لن ينهض بالأحقاد، ولا بالتطرّف والتّحريض. لم تتعلّموا من أخطائكم، ولن تتعلّموا. لا تزايدوا علينا مسيحيًّا، فنحن المسيحيّون الحقيقيّون"، مضيفًا: "أنا المسيحي ابن بتغرين والمتن الأبي، أقول لكم: إنّ تعطيل انتخاب رئيس للجمهوريّة هو جريمة بحقّ المسيحيّين، قبل أن يكون جريمةً بحقّ لبنان. إنّ التهرّب من إعادة جنى أعمار اللّبنانيّين وذلّهم هو جريمة. إنّ رفض الحوار هو جريمة. إنّ إهمال المتن إنمائيًّا وصحيًّا وتربويًّا هو جريمة".
وركّز المرّ على "أنّنا لن نسكت عن ممارساتكم، ولن نسكت عن جرّ بناتنا وشبابنا إلى الانعزال والتطرّف. حقوق المسيحيّين تبدأ بانتخاب رئيس للجمهوريّة فورًا ، ولا تنتهي ببناء الدّولة الحديثة، ونحن لن نسكت عن الاتجار بحقوق المسيحيّين".
واعتبر أنّ "المسيحيّة رسالة وليست سياسة، المسيحيّة قيم لا غرائز، انفتاح لا انعزال، اعتدال لا تطرّف، محبّة لا كراهيّة، تسامُح لا حقد"، مشيرًا إلى أنّ "لبنان لا ينهض بالمسيحيّين وحدهم، ولا ينهض بلا المسيحيّين. وبناء الدّولة الحديثة يحتاج إلى سواعد جميع بناته وأبنائه. لبنان لا ينهض بلا جيشه وحكمة قيادته وتضحيات ضبّاطه وجنوده".
وذكّر بـ"أنّني يوم كنت نائبًا لرئيس الحكومة ووزيرًا للدّفاع وتعرّضت للتّفجير، وحدها العذراء أنقذتني، ووحدها العذراء تنير طريقي كلّ يوم. لا تخافوا ولا تيأسوا. تمسّكوا بالأمل وببركة مريم العذراء، ومن كانت العذراء معه فلا تقوى عليه أبواب الجحيم".
تجدر الإشارة إلى أنّ نصب العذراء مريم "سيدة بتغرين" شُيّد قرب كنيسة مار الياس في القلعة بتغرين، مقابل البلدة ويرتفع 16 مترًا ونصف المتر، وسيكون مزارًا للمؤمنين طيلة أيّام الأسبوع.