أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية، إلى أنه "رغم كل الجهود التي تبذلها مصر وعدد من الجهات الدولية والإقليمية من أجل إنهاء الحرب الحالية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، إلا أن إسرائيل لا يبدو أنها تسعى إلى دعم تلك الجهود أو تذليل العقبات التي تواجه إيقاف الحرب، بل إنها على العكس تحاول وضع مزيد من تلك العقبات التي تهدف من خلالها إلى إطالة أمد الحرب بغية تحقيق مزيد من الأهداف السياسية والعسكرية منها.

ورأت أنه "بات لافتاً أنه كلما اقتربت الجهود التي تبذلها مصر والولايات المتحدة الأميركية وقطر من النهاية، بشكل يعزز من احتمال الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس"، تتعمد الحكومة اليمينية برئاسة بنيامين نتانياهو ارتكاب مجزرة جديدة ضد المدنيين الفلسطينيين، على نحو يعقد المساعي الحثيثة التي تهدف إلى وقف معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع، وهو ما يبدو أنه تحرك استباقي من جانب حكومة نتانياهو قبل انعقاد المفاوضات الجديدة التي دعت لها الدول الثلاث الخميس المقبل، للبحث فى وقف إطلاق النار".

واعتبرت أن "هذه السياسة المتشددة التي تتبعها حكومة تل أبيب من شأنها ليس فقط عرقلة تلك الجهود، وإنما أيضاً تعزيز احتمالات اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط، مستغلة في هذا السياق حالة التحفز التي تبدو عليها إيران والميليشيات الموالية لها في الوقت الراهن، إذ تسعى هذه الجهات إلى الرد على الضربات العسكرية التي قامت بها إسرائيل في الفترة الماضية، واستهدفت من خلالها بعض قيادات الصف الأول فى حركة حماس وحزب الله، على غرار إسماعيل هنية وفؤاد شكر".

وأكد أن "إطالة أمد الحرب الحالية وتوسيع نطاقها من شأنه أن يُبقي على نتانياهو وائتلافه على رأس دوائر السلطة، وأن يزيد من معاناة الفلسطينيين، في ظل إصرار تل أبيب على مواصلة تكرار ارتكاب تلك الجرائم، لكن الأخطر أنه يهدد الأمن والسلم الدوليين عبر اندلاع حرب إقليمية لا يضمن نتائجها أحد، وإن كان الكل بالتأكيد سيكون الخاسر فيها".