أشار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، خلال لقائه وفدًا من "اتحاد كشاف لبنان" والقيادات الكشفيّة، في حضور وزيرَي الشّباب والرّياضة في حكومة تصريف الأعمال جورج كلاس والسّياحة وليد نصار، إلى "أنّنا نجتمع في اليوم العالمي للشّباب، ونحن مسؤولون عن الشّباب لنؤهّلهم ليكونوا قادرين على إدارة البلد في المرحلة المقبلة، كونهم مستقبل لبنان وأمله، خصوصًا عندما أرى هذه المجموعة المتّحدة الّتي تمثّل كلّ أطياف الشعب اللبناني؛ فالمهم أن نحافظ على هذه الرّوحيّة".
وركّز على أنّه "كلّنا يعلم أنّ أساس الحياة الكشفيّة هو الانصهار الكامل بين المجتمع اللبناني، فهذا هو الأساس حاليًّا في وجه كلّ التحدّيات الدّاخليّة والخارجيّة. فإذا لم نحصّن جبهتنا الدّاخليّة وكنّا يدًا واحدةً في سبيل إنقاذ هذا الوطن، فنكون كمن يرتكب جريمة".
وتوجّه ميقاتي إلى الوفد، قائلًا: "أنتم الأمل، وأنا كلّي ثقة بأنّكم قادرون أن تحقّقوا هذا الأمر، لأنّكم في كلّ المراحل الّتي مررتم بها أثبتّم محبّتكم لبعضكم البعض، وعدم التّمييز بين اللّبنانيّين"، مشدّدًا على أنّ "لدينا تحدّيات صعبة، ولكن اليأس ممنوع والتّراجع ممنوع. وكلّنا إيمان بهذا الشّعب، وبأنّنا سنتمكّن من تمرير هذه المرحلة بأقل أضرار ممكنة لتكون الأمور على خير".
وأكّد أنّ "الحكومة ساهرة وتتابع الاتصالات الدّاخليّة والخارجيّة لحماية هذا البلد، فلا همّ لدينا إلّا حماية هذا البلد، وانتخاب رئيس للجمهوريّة، لتستقيم السّلطات الدّستوريّة كاملةً من رأس الهرم إلى كلّ القطاعات الموجودة في لبنان. أمّا السّياسة الشّبابيّة الّتي تطرّقتم إليها، فهي في مجلس النواب وتنتظر اقرارها ، ونحن ندعمها".
بدوره، خاطب كلّاس، ميقاتي بالقول: "أعرف ما تعانونه من شديد صبرٍ وتحمُّل مسؤولياتِ كل لبنان، بموالاته ومعارضته وحيادييه والمنتظرين خلف الحائط. انتم تناضلون وتفاخرون، ونحن نشهد انكم دائمو العزم لتكونوا في سدة الخدمة ولا على كرسي السلطة".
ولفت إلى "أنّكم تؤكدون منذ بيان حكومة "معاً للإنقاذ"، وفي كل مفصل وموقع، أن الشباب في رأس اهتماماتكم ومحور عنايتكم و مصبَّ جهودكم، ليتمكنوا من بناء مستقبل يليق بهم، ويحترم موقعهم ويعزز دورهم. واجبنا حماية اختصاصاتهم وتأمين فرص عمل ومجالات توظيف لهم، دولة لبنان أحق بشباب لبنان".
وأشار كلّاس إلى "إني لأشهد أيَّ زخم أعطيتموه للشباب في إقراركم لـ"وثيقة السياسة الشبابية"، ولمفهوم ومبادرات الحكومات الشبابية التي انضوى لبنان في منتداها في دولة الإمارات منذ العام 2022"، مبيّنًا أنّ "شباب لبنان المقيم والمنتشر والمتحدِّر والمهاجر والمسافر، مغيبون عن الخطاب الرسمي. واجبي الطلب اليكم برجاء التوجه إليهم بكلمات تحملهم مسؤولية وتعزز ثقة لبنان بهم".
وشدّد على أنّ "في الوقت الذي نقدر عميقا تضحيات شباب يرتفعون مجداً دفاعا عن حق وارض وكرامة، هنا شباب باقون في لبنان ونحن مسؤولون عنهم. مسؤولون عن مستقبلهم، مسؤولون عن حقهم بخدمة الوطن، وان يكونوا في عداد جيشه والقوى الامنية، وان تفتح لهم مجالات التوظيف وخدمة الادارة".
كما أكّد أنّ "كل شاب ينتظر قبوله في وظيفة تقدم لها ونجح فيها، له علينا حق، وواجبنا ان نعطيه حقه، خارج اي مزايدات سياسية وانتفاعات مصلحية. فلنضم أولادنا إلى صدور الوطن، كي لا يكفروا به وييأسوا منا و يهاجروا".
وذكر كلّاس أنّ "الجمعيات الشباببة والكشفية، قد أكّدت جهوزيتها التطوعية للإنضواء في خطة الاستجابة الوطنية لمواجهة الكوارث، وهم منذورون للخدمة والاغاثة والإيواء والإسعاف وكل ما تتطلبه دقة المرحلة ميدانيا ولوجستياً وبشريا… انهم العسكر المدني الرديف المستعد دائما للخدمة، وباللحم الحيّ".
وختم: "خاطبناكم بجرأة الواثق من عزمكم الابوي، متأكدين انكم ستبقون الشباب في قلبكم ووجدانكم وفكركم، وبنداً رئيساً دائما على طاولة مجلس الوزراء. والكل يعرف أي عناية تولونها للشباب والشابات في برامجكم و رؤاكم"، ونستأذنكم الدعوة إلى عقد مؤتمر شبابي عام، برعايتكم في السراي الحكومي، حال يسمح الوضع بذلك".
أمّا نصّار فاعتبر أنّ "وزارة الشباب والرياضة ليست فقط وزارة رياضة، بل هي في الاساس وزارة الشباب والهيئات الكشفية، وكلّاس لا يقصر في هذا الأمر، رغم كل الظروف الصعبة التي نمر بها، وميقاتي يهتم دائما بدور الشباب والشابات في لبنان، وبتأمين فرص عمل ومستقبل لهم".