أفاد مصدر مطلع لصحيفة "الأنباء" الكويتية، أن "في الوقت الذي يؤكد فيه المعنيون في لبنان أن الرد على اغتيال المسؤول العسكري الأول ل‍حزب الله فؤاد شكر، غير مرتبط بمحطات أو تسويات أو مواعيد، وأنه حتمي يفرضه الميدان لجهة تحديد الهدف مع الحرص على عدم الذهاب إلى توسيع الحرب، غير أنه لا يمكن لأي طرف أن يتجاهل المساعي الجارية لوقف إطلاق النار في غزة، على اعتبار أن هذا الهدف هو جوهر الأزمة، وأي خطوة يجب ان تراعي هذا المسار وتتكامل معه، ولا تتعارض مع النهج المعتمد في هذا المجال".

وكشف المصدر، أن "التنسيق اللبناني في مواجهة التحرك الإقليمي والدولي في أعلى مستوياته. وتتصدى الحكومة للاتصالات بالتعاون مع الجهات الدولية المعنية، مع الحرص على عدم الانجرار إلى الاستفزازات الإسرائيلية اليومية، حيث يلجأ عدد من العسكريين ووزراء حكومة بنيامين نتانياهو إلى إطلاق التهديدات من على مقربة من الحدود اللبنانية، في محاولة لزيادة حالة القلق، وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت في الأجواء اللبنانية".

وفي هذا الإطار، ذكر مصدر مقرب من "حزب الله" لـ "الأنباء"، أن "الرد حتمي للحفاظ على توازن الردع القائم منذ أكثر من عقدين من الزمن، والتساهل وغض الطرف عن التجاوزات الإسرائيلية لهذه القواعد ولمنظومة الردع القائمة منذ حرب عام 2006، يدفع حكومة نتنياهو إلى المزيد من التجاوزات والعدوان مستفيدة من الحرص على عدم الذهاب إلى حرب واسعة".

وأضاف المصدر "على الرغم من ضبط النفس الذي التزم به الجانب اللبناني بمواجهة استهداف الكثير من القيادات والمدنيين، وما جرى تقديمه من تضحيات كبيرة، انما يرى أنها تعوض بنتائج ستفرضها نهاية المعركة التي بدأت منذ أكثر من 10 أشهر والأمور دائما في خواتيمها".

وشدد على أن "الاتصالات الديبلوماسية ناشطة في أكثر من اتجاه لوقف التهديدات الإسرائيلية ضد لبنان، وعلى خط آخر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".

وضمن التحضيرات لعد تنازلي قد تفرضه التطورات ويتعلق بحرب موسعة، علمت "الأنباء" أن قيادات "حزب الله تفضل عدم نزوح أهالي الضاحية الجنوبية لبيروت إلى القسم الغربي من العاصمة، كما حصل في حرب يوليو 2006. بل ترى عدم حصر هذه المجموعات الكبيرة من سكان الضاحية في بقعة جغرافية واحدة، وتوزعهم في مناطق بعيدة يتحدرون منها أساسا، أو حيث لديهم أقارب نزحوا بدورهم إلى الضاحية خلال الحرب الأهلية".