مساء الثلاثاء ارتجّ الجنوب من الحدود وصولاً الى صيدا بسبب غارة اسرائيليّة استهدفت بلدة كفركلا، فكانت الأعنف منذ بداية الحرب بحسب متابعين، فتبين أنه استُخدم فيها بحسب الإعلام الاسرائيلي قنابل خارقة للتحصينات لأوّل مرة، وهي قنابل MK-84 مزوّدة بمجموعة GBU-31 JDAM تم إسقاطها من طائرة F-35.

بحسب تقارير الجيش الاسرائيلي فإن الهجوم في كفركلا كان على أهداف تحت الأرض، ولذلك تُسمى هذه القنابل بالخارقة للتحصينات، نظراً لقدرتها التدميريّة العالية في باطن الأرض وقدرتها على الوصول الى الأنفاق، وقد استعملت ثلاثة منها في الغارة التي خلّفت أضراراً كبيرة وضخمة، فما هي هذه القنابل؟.

بداية قيل أن اسرائيل استخدمت قنابل ارتجاجيّة، ولكن بالمصطلحات العسكرية لا تُستعمل هذه الصفّة على نوع القنابل كالتي قٌصِفت في غارة كفركلا، والصحيح القول أنها قنابل خارقة للتحصينات، ولها قدرة تفجيرية وتدميرية عالية للغاية.

تندرج هذه القنابل تحت عائلة "مارك"، وهي استخدمتها أميركا للمرة الاولى وعلى نطاق واسع في حرب فيتنام وعمليّة عاصفة الصحراء، وتم تطويرها مع الوقت لتصبح اكبر وأكثر دقة، و"مارك 84"، المستخدمة في لبنان استخدمها الاسرائيلي مراراً في عدوانه على غزّة، ووزنها يصل الى حوالي 920 كيلوغراماً، وقد استخدمت أول مرة في استهداف مستشفى المعمداني في تشرين الأول الماضي، وتسببت بمجزرة كبيرة جدا، أحرجت الاميركيين.

هذا الإحراج الأميركي تسبّب بأزمة سياسية بين اميركا واسرائيل حول استمرار مدّ الثانية بهذه القنابل، وبالتالي كانت عائلة "مارك" أساس الخلاف بين الطرفين، فبعد توقف الاميركيين عن مد الاسرائيليين بقنابل هذه العائلة، وأكبرها "مارك 84"، عادت الادارة الأميركية وسمحت بذلك مطلع آب الجاري، حيث تقول التقارير أنه تم تزويد اسرائيل بهذه القنابل، ويبلغ وزنها حوالي نصف طنّ.

تُشير التقارير الى أن الاميركيين أبقوا مصير 1800 قنبلة من الطراز المذمور مجهولاً، ولكن يبدو بحسب ما يقوله الاعلام الاسرائيلي أن جيشهم قد حصل عليها، وبدأ باستخدامها في لبنان، علماً أن رئيس وزراء الحرب الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارته الى أميركا طالب بامتلاك هذه القنابل للمعركة مع لبنان، واستخدامها اليوم يؤكّد أنه حصوله عليها، ما يعني أن الاميركيين الذين يصرّحون بالعلن أنهم يعملون لوقف الحرب، يزوّدون اسرائيل بالسلاح الهجومي لضرب لبنان.

بحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" نهاية العام المنصرم، فإن القنابل الأميركية التي تزن 900 كيلوغرام كانت مسؤولة عن بعض من أسوأ الهجمات على المدنيين الفلسطينيين منذ بدء الحرب على غزّة، علماً ان هذه القنبلة قادرة على تهديد حياة كل الكائنات الحيّة في نطاق يزيد على 300 متر من نقطة سقوطها.

تُصرّ اسرائيل على توسيع نطاق الصراع، وتستمر الولايات المتحدة الاميركية بتسليحها، رغم اعلانها رفضها للحرب، وبحسب مصادر متابعة فإنّ الأولى تعمدت إطلاق هذه القنابل في كفركلا في هذا التوقيت بالذات لتُرسل رسالة تهديد الى حزب الله، وبنفس الوقت لتُعلن حصولها عليها، وتُشير المصادر عبر "النشرة" الى أن قصف المنازل الفارغة في كفركلا قد يكون رسالة بأن الاستهداف بمثابة تحذير في حال اندلاع حرب أكبر، والعين اليوم على حزب الله وكيفيّة تعامله مع هذه الرسالة، علماً انه يملك الوسائل والقدرات لزيادة مستوى وحجم السلاح المستخدم.