يعتزم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تشكيل لجنة تحقيق حكومية وليست رسميّة مستقلّة، وذلك لمنع مذكرة اعتقال دوليّة ضدّه وضدّ وزير دفاعه، يوآف غالانت.

واوضحت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلا عن مصادر مقرّبة من نتانياهو، أن الأخير، "قد يعلن خلال الأيام المقبلة عن تشكيل لجنة تحقيق حكومية، وليست رسميّة (مستقلة)، للتحقيق في أحداث 7 تشرين الاول".

وأشار التقرير إلى أن خبراء قانونيين، "طلبوا من نتانياهو خلال نقاش دراماتيكيّ في مكتبه، تشكيل لجنة تحقيق، لمنع صدور أوامر اعتقال ضده، وضد وزير الدفاع يوآف غالانت".

واوضح الخبراء القانونيون خلال الاجتماع ذاته، إنه يتعيّن على إسرائيل تشكيل لجنة تحقيق حكومية، أو رسميّة في أسرع وقت ممكن، لمنع المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي من إصدار مذكرات اعتقال ضدّهما.

وذكروا أن اللجنة يجب أن تكون مستقلّة، "لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإقناع الهيئة في محكمة لاهاي، بعدم إصدار أوامر اعتقال، بحق نتنياهو وغالانت"، وفق "يديعوت".

ووفق المختصّين أنفسهم، فإن "هناك حاجة ملحّة لتشكيل اللجنة، والبدء بأعمالها، حتى قبل أن يبدأ القضاة مناقشة صلاحيتهم في إصدار الأوامر".

وشارك في الاجتماع: غالانت، ووزير الخارجية، يسرائيل كاتس، ووزير القضاء، ياريف ليفين، ووزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، والمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف - ميارا، و"مسؤولون قانونيون وسياسيون آخرون".

وكانت تقديرات إسرائيلية قد أشارت الشهر الماضي، إلى أن الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية الذي طالب إسرائيل بإنهاء احتلالها غير الشرعي للأراضي الفلسطينية، قد يشجع قضاة المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، على إصدار مذكرات اعتقال دولية ضدّ نتانياهو وغالانت.

كما كان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، قد قدّم في 20 أيار الماضي، طلبا مفاجئا بإصدار مذكرات اعتقال بحق القادة الإسرائيليين بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة، في "أول محاولة من المحكمة لاعتقال زعيم دولة مدعوم من الغرب وهو في منصبه".

والشهر الماضي، أصدرت محكمة العدل الدولية، قرارها بشأن التّبعات القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس؛ وخلصت إلى أن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، غير قانوني" لجسامة انتهاكاتها القانون الدولي، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وحظر التمييز العرقي والفصل العنصري.