أكّد تسريب "حزب الله" لمشاهد مخازن آمنة للصواريخ الدقيقة، بعنوان "عماد 4”، ان الحزب يُرسل لاسرائيل رسالة بعناوين عدة، خصوصاً ان توقيت الإعلان جاء بالتزامن مع انعقاد مفاوضات الدوحة لوقف الحرب في غزة، مما يشكّل عامل ضغط إضافي على تل ابيب لدفعها نحو التنازل عن الشروط التي تعطّل امكانيات الحل.

واذا كانت أجواء قطر لم تشهد خروج دخان ابيض من الدوحة، الاّ ان المفاوضين رصدوا ايجابيات يمكن البناء عليها في الايام المقبلة، للعودة مجدداً إلى تقييم الترتيبات الفنية للاتفاق المرتقب. لكن حركة "حماس" لا تزال تشكّك في التزام إسرائيل، وتعتبر ان تل ابيب تماطل، وهو ما عزّز ايضاً اندفاع "حزب الله" لإرسال رسالته، وهي تحمل مايلي:

- لا نريد الحرب الموسّعة، لكننا جاهزون للدخول بها لتكون كل مساحة إسرائيل أهدافاً لصواريخنا. وهو يُعتبر بمثابة رد على كل رسائل التهديد والتصعيد التي حملها موفدون دوليون إلى لبنان. كما يعني ان تغيير قواعد الاشتباك القائمة لن تكون في مصلحة إسرائيل.

- هناك مستوى عال من السريّة بشأن قدرات الحزب الصاروخيّة: لا علم لأحد بمستوى القدرات ولا الأمكنة تحت الارض، ممّا يجعل الترسانة الصاروخية محصّنة، خصوصاً مع الإشارة إلى أماكن "سرية في الجبال".

- اي مراهنة على ضربة استباقية ستكون فاشلة، لوجود قدرة على ضربات متتالية بعيدة عن الاستهداف.

- المنشأة تحمل الرقم "4"، مما يعني انها واحدة من سلسلة منشآت مشابهة.

بالمحصلة، حطّت رسالة الحزب وسط مفاوضات الدوحة، وهي ستساهم بالتأكيد في ردع إسرائيل لعدم القيام بأي عدوان على لبنان خارج قواعد الاشتباك القائمة، وابقاء الأمور في مساحة الترقب والانتظار، واعطاء الفرصة للمفاوضين في قطر لايام إضافية.

ومن هنا لغاية نهاية الأسبوع المقبل، سيزيد الاميركيون من حجم ضغوطاتهم على الحكومة الاسرائيلية، وسيزور وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية أنطوني بلينكن تل ابيب نهار الاحد، لدفع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو نحو القبول بإتفاق، لكن الواضح ان نتنياهو يسعى لابقاء اللعبة في اطار ضربات الترجيح، لغاية تحقيق مزيد من الانجازات العسكرية الاسرائيلية في غزة.