شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، على أن "قرارات المقاومة لا تؤخذ نتيجة حماس أو انفعال أو تسرّع، فالمقاومة صاحبة مشروع تحرير ودفاع وحماية، وتسعى إلى أن يبقى شعبها عزيزاً وكريماً. مشروعها تأمين مصلحة البلد وجميع اللبنانيين بما فيهم أولئك الذين يعترضون عليها، وعندما تلتزم الرد على عدوان كما في التزامها الرد على العدوان الذي استهدف الضاحية الجنوبية، فدافعها هو إيجاد معادلة ردع وحماية وعقاب للعدو كي لا يكرر مثل هذه الاعتداءات، وكي لا يستسهل استهداف المدنيين والمناطق المدنية".

واشار الى أن "كل قرار للمقاومة له هدف، أما كيفية تطبيقه، فهذا تتولاه قيادة المقاومة التي تبحث دائماً عن أفضل السُبل والوسائل للوصول إلى الهدف، لأن المهم أن نحقق الهدف، لا أن نُأخذ بما يريده فلان أو علّان، والمقاومة لا تعمل عند أحد، وتوقيتها ليس على ساعة أحد، وإنما على ساعة رؤيتها الدقيقة والمتأنية لأي خيار تأخذه".

أضاف: "مع كل توسعة واستهداف للمدنيين من قبل العدو، هناك ردود وإدخال مستوطنات جديدة لم تكن على لائحة الاستهداف، ولا على لائحة النار، وهذا ما حصل بعد الجريمة التي ارتكبها العدو في الكفور، وأودت بحياة شهداء من إخواننا السوريين، وكان رد المقاومة حاضراً وحازماً، وهذه الردود ستتواصل مع كل اعتداء على شعبنا وبلدنا ومدنيينا. عندما تظهر المقاومة جزءاً من إمكانياتها مثل مشاهد "الهدهد" و"عماد4"، فإن لذلك هدفا، ومثل هذه الإمكانات تأتي في إطار الردع والجهوزية والاستعداد الدائم والقدرة على المواجهة، ولكن واحدة من أهم ميزات المقاومة وقدراتها وإمكاناتها، هي أنها تمتلك شجاعة القرار، وليس المهم أن نملك السلاح فقط، فهناك العديد من الدول العربية تملك السلاح، ولكن المهم أن يكون لديك القرار وشجاعة القرار والإنسان الذي يطبق هذا القرار، ونحن لا نزال في أجواء حرب تموز، بحيث أن أهم سلاح كان للمقاومة في تموز هو إنسان ومجاهدو وقيادة المقاومة".

ورأى "أننا اليوم في مواجهة كبرى يقودها من قبل أعدائنا الإدارة الأميركية وحكومة العدو ومعهم حلفاء من دول كبرى، وفي المقابل لدينا محور المقاومة، ولدينا في لبنان هذه المقاومة، أي أنها معركة بحجم كبير، وهي ليست مع الصغار، وإنما مع الكبار على مستوى القوة والقدرة والامكانات، ولا وقت لدينا لمن يشاغب من هنا أو هناك، ولا لمن يطلق مواقف وتنظيرات تستبطن في نفسه الموقف التاريخي تجاه فكرة المقاومة، ولا وقت للمقاومة وقيادتها لمثل هؤلاء، لأنها تخوض الآن معركة على مستوى كبير، وعندما نهزم المشروع الكبير أو عندما لا نمكّنه من تحقيق أهدافه، فإن ذلك يترك الصغار في خيبتهم وحسرتهم".

ولفت الى أن "الدولة في لبنان من خلال رئيس المجلس النيابي أو الحكومة تعبّر عن الموقف الرسمي، وهي تتولّى التفاوض، وتبحث عن أفضل السُبل لمصلحة البلد، وقد يثير هذا الأمر حنق فلان أو علّان، أو أن هناك في لبنان من يرتضي لنفسه أن يكون أداة ضغط خارجية على الحكومة، فهناك رؤية وطنية عامة اليوم تعبّر عنها المقاومة ومؤسسات الدولة، وعندما تعجز الضغوط الخارجية عن تغيير هذه الرؤية، تستخدم بعض الأدوات الداخلية البسيطة التي يكون تأثيرها مجرد إعلامي من أجل الضغط على الحكومة كي تأخذ موقفاً بخلاف الموقف الذي أخذته".