تحدثت صحيفة "الشرق الاوسط"، عن أن "عددا من السفراء الأجانب المعتمدين لدى لبنان انشغلوا بشريط الفيديو الذي نشره "حزب الله" ويُظهر فيه واحدة من منشآته الصاروخية الموجودة في أنفاق تحت الأرض، خصوصاً أن نشره تزامن مع تعليق المحادثات في الدوحة للتوصل إلى وقف النار في غزة، على أن تُستأنف في القاهرة قبل نهاية الأسبوع الحالي".

وعلمت "الشرق الأوسط" من مصادر سياسية، أنه "تأكد للسفراء أن نشره ليس محصوراً برفع معنويات مقاتلي الحزب، وإنما لتمرير رسالة إلى تل أبيب بأن هذه المنشأة الصاروخية ما هي إلا عينة لما لديه من مخزون صاروخي، يجيز للحزب استخدامه في حال أقدمت على توسعة الحرب لتحقيق توازن ردعي يُفترض أن تحسب له إسرائيل ألف حساب".

كما علمت الصحيفة من مصادر سياسية، تواصل معها السفراء، أن "ما يهم هؤلاء، هو الاستقصاء عن الظروف الميدانية التي أملت على الحزب نشره، ربما لاستدراج ردود إسرائيل عليه، مع أن المشمولين باتصالاتهم أكدوا أن لا نية للحزب بتوسعة الحرب التي تهدد إسرائيل بها، وأنه مستمر في مساندته لغزة لضمان انسحاب إسرائيل منها، وإن كان يضطر من حين إلى آخر للرد على تجاوز إسرائيل للخطوط الحمر لاغتيالها القيادي فؤاد شكر، وآخرين من كوادره العسكريين في العمق اللبناني".

واضافت المصادر للصحيفة، أنه قيل للسفراء، إن "الحزب باقٍ على موقفه بإعطاء فرصة للمحادثات المتنقلة ما بين الدوحة والقاهرة لوقف النار في غزة، وهذا يستدعي منه التمهل في الرد على إسرائيل، والموقف نفسه ينسحب على إيران التي أحيطت علماً. كما علمت "الشرق الأوسط"، بتعليق المحادثات في الدوحة وانتقالها إلى القاهرة التي يجب أن تشكل محطة حاسمة لتقرير مصير وقف النار.

تنسيق مع بري وميقاتي

وفي هذا السياق، علمت "الشرق الأوسط" أن "التنسيق قائم بين رئيسي مجاس النواب نبيه بري وحكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، ويتبادلان الرأي مع "حزب الله" لوضعه في أجواء لقاءاتهما بالموفدين إلى لبنان.".

وكشفت مصادر سياسية للصحيفة، أنهما "يبديان ارتياحهما لموقف "حزب الله" الذي لم يسجل اعتراضه على تدفق الموفدين الأجانب، ومن بينهم الوسيط الأميركي آموس هوكستين، إلى لبنان. وقالت إن الحزب على قناعة بتوفير الفرصة لمحادثات وقف النار في غزة، وهو يتمهل حالياً في الرد على إسرائيل، ويحتفظ بحقه في الرد بالوقت المناسب مقدراً الوضع العام في البلد".

ولفتت إلى "مواكبة ميقاتي، ومعه وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، للاتصالات ذات الصلة بالوضع المشتعل في الجنوب. وقالت إن ما يهمهما لجم إسرائيل ومنعها من تدحرج الحرب نحو الجنوب".

في سياق متصل، افادت مصادر صحيفة "الاخبار"، بأن "مسؤولين مصريين وإسرائيليين وأميركيين ناقشوا في القاهرة، أمس، تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فيما لاقى المطلب الإسرائيلي بعدم وضع جدول زمني للانسحاب من محور فيلادلفيا، ضمن الاتفاق النهائي، قبولاً من القاهرة، التي كانت أبدت رفضها لذلك في أوقات سابقة. وأسفرت تلك المناقشات عن صيغة اتفاق يقضي بتقليل أعداد الجنود الإسرائيليين الموجودين في المحور، تمهيداً لانسحابهم في وقت لاحق، فيما طلب المسؤولون المصريون بأن يكون الانسحاب الكامل في أسرع وقت".

وأفاد مصدر مطّلع على المحادثات، صحيفة "الأخبار"، بأن "المسؤولين المصريين طلبوا من نظرائهم الأميركيين الإسراع في إرسال المعدات التي جرى الاتفاق عليها لتأمين الشريط الحدودي، متعهّدين في الوقت نفسه بالعمل على التأكد من عدم وجود أي أنفاق تعمل بالفعل، على حد تعبير المصدر.وحول احتمال التوصل إلى وقف إطلاق نار في القطاع، ترى القاهرة أن جولة التفاوض الأخيرة في الدوحة، إلى جانب الاتصالات التي جرت على مستوى استخباراتي مع أطراف عدة ضيّقت الفجوات، لكن ذلك لا يضمن حتى الآن التوصل إلى اتفاق التهدئة وإعلانه خلال الاجتماعات.