مع انتظار ردّ "حزب الله" على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، والرّد الإيراني على اغتيال رئيس المكتب السّياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، كشف مرجع سياسي لصحيفة "الجمهورية"، أن "رد "حزب الله" القوي على اغتيال شكر في الضاحية أصبح على قاب قوسين وأدنى، بعدما استنفد الوسطاء الفرصة للوصول الى اتفاق لوقف اطلاق النار وتبادل الاسرى في غزة".

وأوضح أنّ "الحزب امتنع على تنفيذ الضربة المقررة خلال الفترة الماضية، افساحاً في المجال أمام الوسطاء لانجاز التسوية استناداً الى مبادرة الرئيس الاميركي جو بايدن، ومقترحات مصر وقطر، غير أن تعنت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو واصراره على عرقلة المفاضات بإغراقها بشروط لا يمكن القبول بها، حالا دون نجاح محادثات الدوحة الاسبوع الماضي؛ وسيقضيان على الفرصة الاخيرة لوقف الحرب وعودة الاسرى خلال محادثات القاهرة غداً".

ورأى المرجع ان "من المؤكد ان الحزب سيرد أيضاً في الساعات القليلة المقبلة على الغارة الاسرائيلية التي استهدفت أحد مخازن السلاح التابع للحزب في بعلبك بقوة، ولكن ضمن قواعد الاشتباك الجديدة المعمول بها من الطرفين".

كما كشف مصدر بارز لـ"الجمهورية"، أن "هناك التفافا واضحاً على مبادرة بايدن الاساسية منذ اليوم التالي لطرحها، اذ ان الورقة المكتوبة التي فصّلت مبادرة الرئيس الاميركي، والتي أبلغت الى المعنيين بالمفاوضات من متحاربين ووسطاء، أتت ببنود معقدة اضاف نتنياهو اليها مزيداً من الشروط التي رفضتها حركة "حماس".

الحكومة اللبنانية بين ألغام الرسائل الدولية ورد "حزب الله"

من جهتها، ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" أنّ "حكومة تصريف الأعمال في لبنان برئاسة نجيب ميقاتي، تسير وسط حقل ألغام تفرضه رسائل الموفدين الدوليين الذين يضغطون لتنفيذ القرار 1701 وانسحاب "حزب الله" من جنوب مجرى نهر الليطاني، لتلافي اندلاع حرب واسعة مع إسرائيل، وتفرّد الحزب بقرار المواجهة والتحضير لرد عسكري على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر في عمق الضاحية الجنوبية؛ مع ما يحمل ذلك من مخاطر عملية إسرائيلية لا أحد يعرف مداها".

وأشارت إلى أنّه "بينما قرأ خبراء تراجع العمليات العسكرية للحزب في الجنوب، بالتزامن مع زيارات الموفدين الدوليين إلى بيروت، أنه "يتناغم مع الحكومة ورئيسها"، نفى مصدر وزاري وجود أي تنسيق بين الحكومة والحزب. كما أكد مصدر مقرّب من "حزب الله" للصحيفة أن "أولويته إدارة المعركة على الجبهة الجنوبية، والاستعداد للرد على اغتيال شكر، وإرساء توازن ردع يضع حداً لتمادي إسرائيل في جرائمها بحق لبنان واللبنانيين".

ولفتت "الشّرق الأوسط" إلى أنّ "العبارة التي أطلقها ميقاتي، ودعا فيها اللبنانيين إلى "الصلاة والصبر والصمت" حتى لا تقع الحرب، حملت تفسيرات أقلقت المواطنين، ووضعتهم أمام حالة ترقب تنذر بإمكان تدحرج الأمور نحو الأسوأ، خصوصاً أن ميقاتي أطلق هذا الكلام بعد لقاءاته مع موفد الرئيس الأميركي آموس هوكستين، ووزير خارجية فرنسا ستيفان سيجورنيه".

ورأى مصدر مقرب من ميقاتي للصّحيفة، أن "رئيس الحكومة أعطى توصيفاً واقعياً للأوضاع، خصوصاً أن المعطيات الدولية لا تحمل كثيراً من الإيجابيات، وأن ميقاتي لم يتلقّ ضمانات دولية على عدم انزلاق الأمور نحو الأسوأ"، مركّزًا على أنّه "عندما يجد رئيس الحكومة البلد أمام واقع ضبابي، فمن واجبه أن يدعو إلى اليقظة". ولفت إلى أن "لا أحد يضمن مغامرات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو. كما أن محادثات الدوحة التي ترعاها دول كبرى، لم ترشح عنها أجواء إيجابية، وبالتالي على لبنان أن يكون يقظاً إلى حد كبير".

بدوره، جزم مصدر وزاري لـ"الشرق الأوسط"، بـ"عدم وجود أي تنسيق بين الحكومة و"حزب الله"، مؤكداً أن "الدولة بكل مؤسساتها الدستورية والإدارية لا تملك سلطة على الحزب وتصرفاته"، مشيرًا إلى أن "المجتمع السياسي في لبنان غير متوافق على آلية الحكم، وأنه لا يمكن للحكومة أن تؤثر في قناعات "حزب الله"، لكنها معنية بعدم إدخال لبنان بمتاهات يصعب الخروج منها، بما فيها خيار الحرب". وسأل: "إذا لم يستطع المجلس النيابي أن يكون سلطة حقيقية وينتخب رئيساً للجمهورية، فكيف يمكن للحكومة أن تكون هذه السلطة في ظل الاختلال في التوازنات السياسية؟".

الـ"NGOs" غير معنيّة بالحرب... ما عدا قلّة

أفادت صحيفة "الأخبار" بأنّ "قليلة هي الجمعيات المحلية المُنخرطة جدياً في العمل الإغاثي في جنوب لبنان. "هجمة الجمعيات" التي شهدتها وحدات إدارة الكوارث مع بدء العدوان الإسرائيلي على قرى الجنوب قبل 11 شهراً، لم تدم أكثر من شهرٍ، وسرعان ما انحسرت إلى عددٍ لا يتخطى أصابع اليدين من المنظمات غير الحكومية (NGOs)، التي حافظت على حضورها في مراكز إيواء النازحين، وفي الجولات الميدانية على البلدات المُستهدفة وتلك التي تستقبل نازحين؛ في ظل عجز الدولة اللبنانية عن تلبيةِ أكثر من 34% من حاجات نحو 100 ألف نازح".

وأوضحت أنّ "على هذا النسق من التدخّل المحدود، يتوقّع أن تكون الأمور في حال توسّع الحرب، ولا سيّما أنّ جمعيات كثيرة، وفق معطيات "الأخبار"، لم تحضّر خططاً مُرتبطة بالحرب. وكما بررت عدم مشاركتها في الأعمال الإغاثية طوال الأشهر الماضية، تتذرّع اليوم مجدداً بـ"انعدام التمويل المخصّص لهذا النوع من التدخل".

وبيّنت الصحيفة أنّ "الخلفيات لا تقتصر على إحجام الجهات المانحة عن رصد أموالٍ لمساعدة الجنوبيين، بل يتّضح في بعض الحالات أنّ هناك فئة غير قليلة من الجمعيات تستخدم المموّل شمّاعة لتبرّر عدم مشاركتها في العمليات الإغاثية جنوباً. وهذا ما تؤكده محاولة عدد قليل من المنظمات تقديم المساعدة للنازحين بما تيسّر لديها من موارد، رغم أن تمويلها يأتي من الجهات المانحة نفسها التي تموّل الجمعيات المنكفئة (حكومات، اتحاد أوروبي، USAID...)؛ ما يعني أن "التحايل" على الميزانيات المحدودة ممكن لمن يُريد الانتصار للمبادئ الإنسانية التي يرفع شعارها".

وشدّدت على أنّ "هذا ما فعلته جمعيات عدّة، أوضحت في اتصالات مع "الأخبار" أنّها "رغم الموارد القليلة، بدأت بزيارة مراكز الإيواء لتقديم دعم نفسي اجتماعي، وتنظيم جلسات توعية في البلدات الجنوبية حول الطريقة الفضلى للتصرف في حال حدوث تصعيد أمني، وتعمل على خطط الإخلاء، وتوزيع حصص غذائية وحصص نظافة شخصية، وتقديم الرعاية الصحية الأولية". وكشفت الصحيفة أنّ "جمعيات أخرى تعمل على الاهتمام بالنساء والأطفال، وتوعية النازحات حول المخاطر التي قد يتعرّضن لها أثناء النزوح، مع تنظيم يوم طبي مجاني للنساء والأطفال".