لفت النّائب ابراهيم منيمنة، في إطار توصيفه للواقع الحاصل اليوم في لبنان، إلى "أنّنا ما زلنا في إطار المراوحة، أو عمليًّا في إطار ما يُسمّى بتوازن قواعد الاشتباك، الّذي من ناحية يحاول "حزب الله" الحفاظ عليه، وتسعى إسرائيل من ناحية أخرى لكسره، كي تكرِّس انتهاء مدّة العمل به، وهذا هو حال الحرب المحدودة القائمة في الجنوب؛ في ظل حالة ترقّب ما إذا كانت هذه الحالة ستتدحرج وتصل إلى حالة حرب شاملة".
وعمّا إذا كنّا ذاهبين إلى حرب أشمل، أشار في حديث لصحيفة "الدّيار"، إلى أنّ "احتمالات حصول حرب شاملة عالية جدًّا، ولا أعتقد أنّ أيّ جهة تملك معلومات دقيقة حول إذا كنّا نتّجه إلى حرب أشمل. لكنّ الخوف من رهانات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على توسيع الحرب في لحظة معيّنة، يتمكّن فيها من اقتناص دعم أميركي لتغطية عدوانيّته، في محاولة لقلب موازين إقليميّة معيّنة".
وركّز منيمنة على أنّ "هذا هو الرهان الأوسع اليوم الّذي يعمل عليه نتانياهو، ومع الأسف فإنّه كلّما طالت فترة ما يُسمّى بجبهة المساندة، كلّما زادت فرص التّصعيد وباتت كبيرة، لأنّه مع الوقت لا يبدو أنّ رهانات الحرب تتراجع، إنّما على العكس فهي تتزايد"، مبيّنًا أنّ "نتانياهو يستغلّ أكثر فأكثر فتح الجبهة لتصعيد الوضع العسكري لاستفزاز أو حشر "حزب الله" للقيام بردّ أوسع، للوصول إلى ما يعتبره هو كحرب دفاع عن النّفس، ويستجدي بعد ذلك الولايات المتحدة الأميركية لدعمه، وهذا هو السّيناريو الّذي يعمل نتانياهو للوصول إليه والمراهنة عليه".
وأكّد أنّه "لا يجب إعطاء إسرائيل أي فرصة لتدمير لبنان، ونحن ممّن ينادون بمراجعة جدوى فتح جبهة مساندة على مستوى دعم القضية الفلسطينية أو مواجهة الإبادة الحاصلة في غزة، لأنّها خلقت فرصةً للعدو الإسرائيلي لاستغلالها في عمليّة ضرب معادلة الرّدع، بحيث أصبحت معادلة الرّدع هذه شبه محسومة بسبب إدخال لبنان في منظومة وحدة السّاحات".
وعن "الطّحشة" الدّبلوماسيّة باتجاه لبنان الأسبوع الفائت، رأى أنّ "كلّ هؤلاء أجمعوا على ضرورة إيقاف جبهة الجنوب، والذّهاب إلى وقف لإطلاق النّار لتجنيب لبنان أيّ حرب كبرى يعمل نتانياهو للتّخطيط لها، وقد حذّروا من خطورة أي عمل قد يؤدّي إلى إدخال لبنان في أتون هذه الحرب".
أمّا عن الملف الرّئاسي، فشدّد منيمنة على أنّ "الملف الرّئاسي لن يتحرّك قبل انتهاء الأعمال الحربيّة في غزة كما في الجنوب، وبالتّالي نحن اليوم أمام شلل تام، ولا سيّما أنّنا على مشارف حرب، في ظلّ غياب المؤسّسات القادرة على مواجهة هذا الاستحقاق الكبير الّذي من الممكن أن يواجه لبنان واللّبنانيّين".
وحول ما إذا كانت نتيجة الحرب القائمة هي من ستسمّي الرّئيس المقبل، رفض هذا الطّرح، لأنّ "مجلس النّواب هو وحده من يعكس موازين القوى الحقيقيّة، ولا نريد أن يكون لهذا الاستحقاق أي تدخّل أو انعكاسات على الاستحقاق الرّئاسي".