ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها، أن العملية الانتحارية التي وقعت في تل أبيب أول أمس الأحد، بمثابة تذكير مرعب آخر بأن الشمال والجنوب ليسا فقط المعرضين لخطر الهجمات العسكرية.

واوضحت الصحيفة "كان من الممكن أن تقع العملية التي تبنتها حماس، بسهولة شديدة بالقرب من كنيس يهودي أو مركز تسوق، والحقيقة أن عدم حدوث ذلك، كما قال مسؤول الشرطة الإسرائيلية حاييم بوباليل، معجزة".

وأضافت الصحيفة، أن حقيقة إعلان حماس مسؤوليتها عن الهجوم، هي علامة على أن المدن ذات الكثافة السكانية العالية في وسط إسرائيل ليست بعيدة عن متناولها - وهو ما أثبتته الحركة من قبل بالصواريخ التي أطلقتها طوال الحرب، بالإضافة إلى الهجوم الذي شنته حركة اصنار الله اليمنية على تل أبيب في تموز الماضي.

وأوضحت أن "حزب الله يدرك ذلك أيضاً، حيث هدد في الأيام الأخيرة بشن هجوم قد يصل إلى تل أبيب قريباً. وما زال التهديد الوشيك بشن ضربة ضخمة من جانب إيران وحلفائها يلوح في أذهان الملايين من الإسرائيليين الذين يعيشون في وسط البلاد".

وبدوره، أكد الجيش الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى وسط كل هذه التهديدات، ولكن لا يمكن قول الشيء نفسه عن المناطق الفردية في جميع أنحاء البلاد، وخاصة في وسط البلاد والقدس.

ولفتت "جيروزاليم بوست"، إلى أن القضايا الرئيسية هي الملاجئ والغرف الآمنة. فالكثير من المباني القديمة تفتقر إلى الغرف الآمنة، فضلاً عن أن العديد من المباني لا تحتوي إلا على سلالم. وقالت إنه بالنسبة للعديد من السكان، فإن هذا يجعل الملاجئ العامة الخيار الوحيد، ورغم أن الكثير منها منتشر في جميع أنحاء المدينة، إلا أن هناك أيضاً الكثير من المشاكل والثغرات.

ووفقاً لتقارير محلية، يواجه السكان بالقرب من سوق السلع المستعملة في يافا صعوبة في الوصول إلى الملجأ العام الوحيد المتاح، حيث تم الاستيلاء على مدخله من قبل شركة محلية تستخدمه كمخزن للإلكترونيات. وهناك قضية أخرى، تتمثل في عدم وجود ملاجئ عامة للقنابل في الأحياء الواقعة جنوب شرق تل أبيب، وهو الأمر الذي يشكو منه السكان منذ فترة طويلة.

وأما خارج تل أبيب، لا يبدو الوضع أفضل كثيراً. ففي حولون أدرج موقع البلدية على الإنترنت 69 ملجأً عاماً متاحاً للحماية من القنابل. ولكن تحقيقاً أجرته منظمة "ماينت حولون" وجد أن 16% من هذه الملاجئ في حالة سيئة، ولا يجوز استخدامها كملاجئ طوارئ من قِبَل هيئة الإطفاء والإنقاذ أو قيادة الجبهة الداخلية.

وحسب الصحيفة، 48% من سكان القدس يفتقرون إلى ملاجئ للقنابل في منازلهم. كما أن أكثر من 200 ملجأ عام في المدينة ليست موزعة بالتساوي، فضلاً عن أن الملاجئ الموجودة في المدينة ليست صالحة للاستخدام دائماً؛ فبعضها مقفل أو غير صالح للصيانة.

وفي افتتاحيتها، اوضحت الصحيفة: "إن حالة الاستعداد التي وصلت إليها إسرائيل غير مقبولة. وحتى لو كانت قوات الدفاع الإسرائيلية مستعدة بالكامل للرد على حماس أو حزب الله أو إيران، فإن هذا لا يعني أن المدنيين سوف يكونون في مأمن".

من جهته، قال دان رونين، المدير العام السابق لوزارة دفاع الجبهة الداخلية التي أغلقت الآن، للجنة التحقيق غير الرسمية المدنية إن "إسرائيل ليست مستعدة لهجوم صاروخي ضخم من جميع الجبهات".

وأضافت الصحيفة "يتعين على الحكومة والسلطات المحلية، أن تتخذ إجراءات حاسمة. ولا يمكننا أن نتوقع حدوث معجزة أخرى".