توفيت الإسبانية ماريا برانياس موريرا، أكبر معمرة في العالم، أثناء نومها عن 117 عاما بمقاطعة كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، بعدما عاصرت حروبًا وأوبئة متعددة بينها كوفيد، على ما أعلنت عائلتها.

واعترفت موسوعة غينيس للأرقام القياسية رسميًا بتصنيف برانياس أكبر شخص سنًّا في العالم في كانون الثاني 2023، بعد وفاة الراهبة الفرنسية لوسيل راندون عن عمر ناهز 118 عامًا.

وكتبت العائلة في رسالة نشرتها على حساب أنشأته لبرانياس على منصة إكس "لقد رحلت عنا ماريا برانياس. لقد توفيت تماما كما كانت تريد: أثناء نومها، بأمان ومن دون ألم".

وأضافت العائلة في الرسالة المنشورة "قبل أيام قليلة، قالت لنا: في يوم من الأيام، سأغادر هذه الدنيا. ولن أتمكن من ارتشاف القهوة مجددا أو تناول اللبن ... وسأخلع عني هذا الجسد، لا أعلم متى، لكن في موعد قريب جدًا، هذه الرحلة الطويلة ستنتهي".

وتابعت الرسالة بلسان برانياس "سيجدني الموت منهكة من العيش هذا العمر كله، لكني أريده أن يجدني مبتسمة، حرة وراضية"، بحسب العائلة التي قالت إنها ستحفظ دائما ذكرى برانياس و"نصائحها ولطفها".

أعلنت العائلة منذ الاثنين أن رحلة برانياس على هذه الأرض اقتربت من نهايتها، إذ كتبت في رسالة عبر الحساب نفسه "أشعر بالضعف. ساعتي تقترب. لا تبكوا، أنا لا أحب الدموع. وقبل كل شيء، لا تشعروا بالأسف عليّ. سأكون سعيدة حيث أنا ذاهبة".

ووجه رئيس حكومة كاتالونيا الجديد، الاشتراكي سلفادور إيلا، تحية إلى روح من سمَّاها "جدة كاتالونيا".

وقال: "نفقد امرأة محبوبة، أظهرت لنا قيمة الحياة وحكمة السنين". وكان إيلا وزيرا للصحة في الأشهر الأولى من جائحة كوفيد التي كانت لها تبعات مدمرة في إسبانيا حيث أوقعت آلاف الوفيات في دور المسنين.

وأصيبت برانياس بفيروس كورونا في عام 2020 بعد وقت قصير من بلوغها 113 عامًا، وتعافت منه في غضون أيام قليلة.

وعبرت ماريا برانياس بنجاح خلال القرن العشرين وباء الانفلونزا الإسبانية عام 1918، والحربين العالميتين الأولى والثانية، والحرب الأهلية الإسبانية.

وكانت برانياس تعيش في دار المسنين "سانتا ماريا ديل تورا" في أولوت بمقاطعة كاتالونيا منذ أكثر من عشرين عاما.

وهي مولودة في الرابع من آذار 1907 في سان فرانسيسكو (غرب الولايات المتحدة) إلى حيث هاجرت عائلتها، وعادت إلى إسبانيا في عام 1915.

في عام 1931 تزوجت من طبيب توفي لاحقا عن 72 عاما. وكان لديها ثلاثة أبناء، توفي أحدهم عن 86 عاما، بالإضافة إلى 11 حفيدا وعدد كبير من أبناء الأحفاد.

أوضحت ابنتها الصغرى روزا موريه، وهي في الثمانينات من عمرها، في وقت سابق أن والدتها "لم تدخل المستشفى قط ولم تُصب بكسر على الإطلاق".

وحلل فريق من جامعة برشلونة الحمض النووي الخاص بها لتحديد أسباب طول عمرها. وقال أحد الباحثين، مانيل إستيلر، إنه فوجئ بحالتها الصحية الجيدة وصفاء ذهنها، وذلك في مقابلة نشرتها في تشرين الأول 2023 صحيفة "ا ب ث" الإسبانية.

كانت ماريا برانياس أكبر معمرة بين البشر، وفق مجموعة أبحاث الشيخوخة الأميركية (US Gerontology Research Group) وموسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وبعد وفاتها، بات لقب أكبر معمرة على قيد الحياة في العالم من نصيب اليابانية توميكو إيتوكا، التي وُلدت في 23 أيار 1908، وعمرها 116 عاما، وفق مجموعة أبحاث الشيخوخة في الولايات المتحدة.

وأكبر معمرة معروفة حتى الآن في تاريخ البشرية لا تزال الفرنسية جان كالمان التي توفيت عام 1997 عن 122 عاما و164 يوما.