أفادت صحيفة "الأخبار"، بأنّ "مع تفاقم الوضع العسكري جنوباً وسط التهديدات الإسرائيلية، انحسر الكلام عن رئاسة الجمهورية، ولم تعد من أولويات الخطاب السياسي الداخلي، خصوصاً بعد الكباش حول الحوار في مجلس النواب والشروط حوله. لكن، أخيراً، بعدما ارتفع منسوب التهديد بحرب واسعة، عاد موضوع رئاسة الجمهورية إلى الحضور في الكلام الأميركي والفرنسي الأخير تجاه لبنان، رغم أن العنوان الأساسي لحركة الموفدين الغربيين إلى لبنان تمحور بالدرجة الأولى حول منع توسّع الحرب الإسرائيلية وكبح مسار الردود المتبادلة بين إسرائيل وحزب الله.فخلال حركة الموفدين الاخيرة، قيل كلام واضح عن رئاسة الجمهورية من زاوية مستقبل الوضع اللبناني قياساً إلى الاحتمالات الموضوعة في أي ترتيب يمكن أن تنتهي إليه الاتصالات الجارية حول ملفات المنطقة بما فيها لبنان".

وكشفت الصحيفة أنّ "ما يُحكى اليوم غربياً لا ينحصر بإعادة تفعيل القرار 1701، بل بترتيبات أمنية تتخطى القرار الدولي، لأن ثمة كلاماً لافتاً يتعلق برغبة لدى الأميركيين، واحتمال وجودها لدى حزب الله كذلك، بتخطي القرار في أي اتصالات تفضي إلى إعادة ترتيب الجنوب وفق معطيات جديدة".

وأوضحت أنّ "بحسب المتحدّثين عن هذا الاحتمال، فهذا يفترض وجود رئيس للجمهورية، لأن حكومة تصريف الأعمال لا يمكن أن تتولى إدارة هذا التفاوض، ولا تستطيع حكماً إلزام أي رئيس مقبل للجمهورية وأي حكومة جديدة منبثقة عن مجلس النواب، بمفاعيل أي صفقة من هذا النوع. فضلاً عن أن صلاحيات تصريف الأعمال لا تخوّل الحكومة القيام بمثل هذه الترتيبات، ولو أن بعض القوى السياسية تغضّ الطرف عن قيامها بإدارة الاتصالات الخارجية من موقع حكومي ومن موقع الوسيط بين الخارج وحزب الله. لكن أي توقيع مستقبلي لن يكون إلا في يد رئيس الجمهورية. من هنا انطلق السؤال الغربي في اللقاءات الأخيرة في بيروت حول كيف يمكن الوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية لتقليل دائرة البحث عن الاحتمالات المطروحة في مراحل التفاوض، إذ إن الأفرقاء المعنيين سيكونون في لحظة مفصلية أمام هذا التحدي".

كتلة نيابية جديدة

إلى ذلك، كشفت صحيفة "الديار" أنّه "تعيش الساحة المسيحية حالة من الترقب على خلفية خلط الاوراق النيابي الجاري داخل تكتل لبنان القوي، حيث عُلم ان النائبين الان عون وسيمون ابي رميا، وقد يلحق بهما نائب المتن ابراهيم كنعان، بعد احالته امام مجلس الحكماء، قد يشكلون كتلة نيابية، بالتعاون مع نواب مستقلين من ضمن تجمع سياسي يجري التداول في وثيقته السياسية بين رفاق الدرب القدماء من العونيين، في وقت يكثر فيه التلميح بين البرتقاليين، إلى أن جهات داخلية متورطة في عملية شق كتلة ميرنا الشالوحي وأن اموالا دغعت في هذا الاتجاه، مؤكدة ان خروجهم لن يقدم ولن يؤخر في التوازنات لتصريحاتهم السابقة ضد خيارات التيار السياسية".

معركة التمديد لليونيفيل

وحول التطورات عند الحدود الجنوبية اللبنانية، فقد نقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصدر سياسي توقعه أن "تبقى الحال على جبهة الجنوب على ما هي عليه مع اشتداد في الميدان وتوسيع مضبوط في قواعد الاشتباك هذا على صعيد جبهة الإسناد. أما رد حزب الله المنتظر على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت، فلا احد على الإطلاق يعرف طبيعته وتوقيته، وهو منفصل تماما عن كل ما يجري ويدرس بدقة بالغة لدى قيادة الحزب". وعما إذا كان لبنان ينتظر تدفقا دبلوماسيا جديدا لخفض التصعيد قال المصدر: "معركتنا الآن تتركز على موضوع التمديد لقوات "اليونيفيل" حيث يحاول العدوّ تعديل اتفاقية التمديد وتقصير المدة وتغيير الصلاحيات وهذا ما نتصدى له والإيجابية في هذا أننا مدعومون في شروطنا من الأميركيين والفرنسيين والأمم المتحدة".