اشار رئيس الرابطة المارونية وجمعية حصرون للتنمية المستدامة السفير خليل كرم، خلال ندوة نضمتها الرابطة برعاية وحضور البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي، حول "أعلام دينية طبعوا أثرهم في الكنيسة المارونية" في فيلا شمعون ببلدة حصرون، الى أن "من حصرون البلدة العريقة في جبة بشري تتراءى أمامنا صورة العلاّمة يوسف السمعاني الذي ينطبق عليه توصيف عالم كماروني لما ينطوي عليه من صفات وتكتنزه من إيمان معطوف على المعرفة والعلم، ان سيرة السمعاني تحتاج الى مجلدات للإحاطة بها وبالدور الذي اطلع به ملف تخرجه من مدرسة روما المارونية الى خين وفاته فالسمعاني كان في طليعة من أرسى جسر التواصل بين الشرق والغرب واحداث تلاقح بينهما من خارج جدلية الصراع الإسلامي المسيحي الذي حجب طويلا حقيقة ان ثمة الكثير من نقاط الالتقاء بين الديانتين حول قيم جامعة".

واضاف "نستعيد معاً صورة السمعاني النصر الذي انطلق من حصرون باسطاً جناحيه إلى عاصمة الكتلكة، حيث أفرد لنفسه مكاناً ومكانة إلى جانب البابوات السعيدي الذكر الذين وثقوا به وائتمنوه على مكتبة الفاتيكان ومحفوظاتها، وعهدوا اليه مهمات دبلوماسية وكنسية على درجة عالية من الخطورة فهو حفر عميقاً في ذاكرتنا المارونية، وفي صدارة تاريخ طائفتنا لكونه من الرعاة الأوفياء والبناة المهرة، وأرزة دهرية إمتدت وارفة لتحتضن في رحابها عناق الشرق والغرب على أرض الأخاء الانساني، مهما قست الاحوال وتكاثرت قوات الجحيم وامتدت النيران".

بدوره، لفت المطران مارون ناصر الجميل، الى أن "حصرون البلدة اللبنانيَّة العريقة يستصرخها ماضيها الثقافي بامتياز، لتستعيد دورها الطليعي. وعاد لنشأة المدرسة المارونيَّة في روما، بين العام 1581 و1760 حين استقبلت 25 تلميذًا من عائلات حصرون، أوَّلهم 4 تلامذة، منذ الانطلاقة الأولى، أواخر السادس عشر،دفعة واحدة، وهم: يعقوب سمعان، وأنطونيوس فرنسيس، ويوحنَّا بن يعقوب فهد المعروف بـLéopardus،الذي دخل إلى الرهبنة الدومنيكانيَّة، وصار أسقفًا مارونيًّا سنة 1603، وتلميذ يُدعى نعمة. وصلوا سنة 1581. أمَّا التلميذ الأخير اذي دخل إلى مدرسة روما، فهو:يوحنَّا عوَّاد، الذي وصل سنة 1760. وبين الحقبتين لائحة تضمّ مجموعة: من آل عسكر، وفتيان، وجبرايل، ويعقوب، والحوراني، وإيليَّا، ومنَّاع، أو من آل الحصروني متى تعذَّر معرفة اسم العائلة. وتضم اللائحة أيضًا ستة من آل السمعاني،موضوع محاضرتي الليلة،ومثلهم من آل عوَّاد،وواحد سمعاني وعوَّاد في الوقت عينه".

وتابع "سأحصر مداخلتي بآل السمعاني المعنيِّين بدراستي هذه الليلة. وهم، بحسب التسلسل الزمني:

أ - نعمة بن بربور السمعاني المعروف Gratia SIMONIO (دخل 1653). عم السمعاني الكبير.

ب–المطران الياس السمعاني (دخل سنة 1685).

ج–المطران يوسف شمعون السمعاني،ASSEMANUS أو ASSEMANI(دخل 1696-1768).

د - يوسف لويس السمعاني (1710-1782).

ه–المطران اسطفان عوَّاد السمعاني

و–الخوري سمعان السمعاني (+1821).

ز–الخوري أنطوان السمعاني (1746- بعد 1820).

لن أستعيد سيرة حياتهم التي استفضتُ بكتابتها، مفصَّلةً، في كتاب "المبادلات الثقافيَّة بين الموارنة وأوروبَّا"، منذ أربعين سنة بالتمام".

أما المطران جوزيف النفاع تحدث عن "روح المدرسة المارونية وفلسفتها"، قائلا "المدرسة المارونية كما رأينا من سنة 1548، تم تأسيسها تحت ظل إضطهاد قاسٍ ولم تتأسس في زمن الرخاء إنما بالوجع سيدنا وان تأسيسها تم بتثقيف الاكليروس الماروني كي يثبتوا المسيحيين في أرضهم. ويجب أن نقف إلى جانبهم بتثقيف الاكليروس لننهض بهذه الأمة لذلك كانت الكنيسة المارونية هي الكنيسة الاولى في روما وأسس بعدها مدارس شرقية لاجل البلدان الاخرى. وعلينا ان نجمع قوانا لنطلق المدرسة المارونية في الالفية الثالثة وتستمر وتسترد لنا لبنان الذي نحلم به".

في هذا السياق، تحدث الخوري أنطونيوس جبارة عن "أثر الخورسقف عبدالله السمعاني المتحدر من سلالة السماعنة الاوائل ناهل المعرفة وناشرها في رعية حصرون"، وقال "لا بد من التوقف عند مزايا شخصيته حتى نفهم قيمة الوقت الذي كرسه في خدمة بلدته حصرون فالرعية كانت أشبه بدير للرهبان والجميع ملتزم بالصلوات صباحاًومساءً وساحة الكنيسة في حصرون أصبحت محطة ثابتة لكافة المؤمنين الذين يتجمّعون قبل الصلاة والقداس. فشخصية الاب عبدالله هي نادرة في عالم اليوم حيث حفر. ونحن نكمل ما بدأه نحاول تثمين الوزنات التي منحنا اياها الله لقد أسسنا ذاكرة حصرون وهي كناية عن مجموعة من المهتمين هدفنا البحث عن تاريخ البلدة وجعله حاضراً".

كما أكد الخوري جورج يرق الذي عدد الانجازات التي قام بها السمعاني، ان "اسم الموارنة يعود للبطريرك يوحنا مارون واشار الى الجهد الذي قام به الكاتب جاك السيّد والناقل مرعب مرعب لتحقيق الكتابين اللذين نشرا بعد ان دققهما "صفحات من تاريخ حصرون" و"سنكسارحصرون ١٩٣٨." املا ان تستكمل كافة التحقيقات لاصدارات لاحقة تغني مكاتبنا وتسلط الضوء على تراثنا العريق".

أما الراعي، فلفت الى انني "لم أحضر لقاء مثل هذا اللقاء، أولاً أشكر الرابطة المارونية وجمعية حصرون للتنمية المستدامة وأشكر جميع المحاضرين الذين أغنونا بمحاضراتهم وأتمنى أن يكون هذا اللقاء للشبيبة الدارسين والجامعيين كي يعرفوا أنّ حصرون أعطت كنسياًّ أربعة بطاركة وسبعة عشرة مطراناً وكهنة ورهبان وراهبات لا يحصوا ولا يُعدّوا"، مضيفا "حصرون الفكر، حصرون الثقافة، حصرون الفكر، ويا ليت أجيالنا الجديدة تحضر مثل هذا اللقاء. لان هذا اللقاء سيعيشوه اليوم، وبالنسبةللاكليروس اليوم الذين يحضرون لشهادة الدكتوراه يختارون مواضيع غريبة عجيبة في الوقت الذي يجب عليهم أن يأخذوا مواضيع من تراثنا الماروني والاتكال بهذا الموضوع على سيدنا مارون ناصر في توجيههم على الدراسات العلمية للتراث الماروني لانه تراث عظيم كما رأيتم . تراث عظيم لا تملكه أية كنيسة ولا أية بلدة أخرى لان إلهنا زرع في هذه الأرض المواهب الفريدة. المجمع اللبناني منذ 1736 لا يزال حتى يومنا هذا ساري المفعول. البارحة صدرت قوانين جديدة لكنها لا تلغيه ودائماً نرجع اليه وهذا كان عمل السمعاني الكبير وهذا العمل الذي كان يقوم به كان من خلالالله الذي أعطانا هذه الشخصيات لحصرون ولكل لبنان".