أشارت صحيفة "الجريدة" الكويتية، إلى أنّ "منسوب القلق يرتفع في لبنان مع تراجع مسار المساعي الدبلوماسية لإنهاء حرب غزة، في مقابل تقدّم مسار التصعيد العسكري. وارتفعت وتيرة المواجهات والضربات بين "حزب الله" والإسرائيليين في الأيام القليلة الماضية، على وقع انسداد مسار المفاوضات للوصول إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، فيما تأجلت جولة المفاوضات، التي كان يفترض أن تعقد في القاهرة إلى يوم الأحد المقبل، بينما يُنتظر أن يزور رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني طهران؛ للتنسيق والبحث في مسار منع التصعيد أو منع انفجار الحرب بشكل أوسع".

وأوضحت أنّ "في المقابل، لا تبدو أصداء التهدئة أو خفض التصعيد مؤثرة في إسرائيل، فرئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتانياهو لا يزال متمسكاً بخيارات الاستفزاز وتعميق الضربات وتكثيفها. وهو بذلك يحاول استدراج "حزب الله" إلى ردّ أعنف، لاتخاذه ذريعة بهدف توسيع العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل لبنان. لا سيما بعد تصريحات لنتانياهو من قاعدة رامات دافيد، التي كان قد صورها "حزب الله" سابقاً بطائرة "الهدهد"، وقد أشار نتانياهو لجاهزية سلاح الجو للدفاع والهجوم".

ولفتت الصحيفة إلى أنّ "ذلك يأتي قبل عقد اجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي مع رؤساء المجالس المحلية في الشمال، علماً أن هؤلاء يضغطون لشنّ حرب على لبنان"، مركّزةً على أنّ "هذه التطورات لا تنفصل عن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي أكد أن الأنظار تتجه وتتركز على جبهة الشمال، مطلقاً المزيد من التهديدات تجاه الحزب".

وبيّنت أنّ "كل ذلك ينعكس قلقاً في لبنان، الذي لا يزال ينتظر ويترقب لمسارات الأمور، وسط تشاؤم بإمكانية الوصول إلى حلّ دبلوماسي يفصل الجبهة اللبنانية عن جبهة غزة، وطالما أن مفاوضات وقف إطلاق النار في القطاع متعثرة"، مضيفةً أنّ "في هذا السياق، تتضارب وجهات النظر اللبنانية بين من يعتبر أن التصعيد سيبقى محدوداً ومضبوطاً ومدروساً، على قاعدة الضربات التي تحصل ويمكن أن تتكثف أو يتوسع نطاقها قليلاً، وبين من يستعيد تجارب سابقة مع الإسرائيليين، الذين قد يستغلون الوجود العسكري الأميركي في المنطقة لرفع منسوب المواجهات، ولتحقيق أهداف يعتبرون أنهم بإمكانهم تحقيقها بالاستفادة من وجود القوات الأميركية الذي لا يزال مبهماً بالنسبة إلى كثيرين، لا سيما الذين يستبعدون اندلاع حرب كبرى".

كما ذكرت أنّ "دبلوماسياً، لا يزال لبنان يراهن على مسار مختلف يتعلق في البحث عن مقومات لتخفيف التصعيد، وإرساء أجواء تبقي الإطار العسكري قابلاً للاحتواء دبلوماسياً. وهو ما يتم العمل عليه من خلال إعادة التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان "اليونيفيل"، باعتبارها القوة التي ستكون معنية بمراقبة خفض التصعيد، وتكريس الاستقرار في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب، بالتعاون مع الجيش اللبناني".