أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، الى ان "مجتمعاتنا العربية والاسلامية لم تزل تتعرض بيئاتها الثقافية والاجتماعية في كل تاريخها إلى محاولات التضليل والتحريف والتفكيك الاجتماعي للقضاء على ما تبقى من بنيتها العقائدية والثقافية والاجتماعية التي صمدت على الرغم من كل المحاولات التي تعرّضت لها من داخلها من قبل الانظمة المتعاقبة والسلطة الجائرة".

ورأى الخطيب ان "الامر ازدادخطورة في العصر الحالي إذ تحوّلت بعض الانظمة الحاكمة إلى خادم للمشاريع والمخططات الاستعمارية الغربية الهادفة إلى استكمال السيطرة على العالم العربي والإسلامي عبر إتاحة الفرصة له إعلامياً ومادياً وثقافياً وعبر تحويل هذه البلاد الى قواعد عسكرية ومراكز استخبارية تعبث بحرِّية بوحدتها وثقافتها وأمنها عبر نشرة ثقافة الفساد وترويج المخدرات وإثارة الفتن الاثنية والطائفية والمذهبية، ومما يؤسف له أن تستطيع بهذه الاساليب أن توجد انقسامات داخلية بعضها يقوم بتحقيق أغراض هؤلاء ظنّاً منهم أنهم يحققون بذلك مصالح انظمتهم الفئوية والبعض الآخر يقوم بدور العمالة للعدو لأغراض شتى".

ولفت الخطيب الى إنّ "التحدي الكبير الذي يواجهنا اليوم هو التحدي الغربي الذي فشل في تثبيت الكيان الصهيوني في فلسطين كدولة طبيعية في المنطقة كتأكيد على بقاء سيطرته عليها بعد فشل مشروعه التجزيئي عبر الفتن المذهبية والطائفية التي تركت آثارها في الفترة الماضية، وهو بدأ اليوم يخوض معركة بقائه عبر العدو الاسرائيلي بشكل مفضوح وشفّاف أمام العالم كله رغم الإدانات الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة بارتكاباته وجرائمه الوحشية من قتل المدنيين العُزّل وقصف للبيوت والمؤسسات الدولية والمدنية بحماية منه باستخدام الفيتو في مجلس الامن وحده في مواجهة بقية الأعضاء وممارسة الالاعيب وادّعائه الوساطة فيما يعمل لتحقيق أهداف العدو الاسرائيلي في لعبة مفضوحة".

واعتبر ان "الولايات المتحدة بدأت مضطرة إلى خوض هذه الحرب بشكل فاضح ومكشوف بعد ان استطاعت قوى المقاومة من فضحها، ولذلك فإنها تستخدم كل ما لديها من أجل الخروج من هذا المأزق الذي وضعتها المقاومة فيه بما في ذلك الحرب النفسية بالتطبيل باستخدام ما استجلبته من أساطيل، وما يقوم به أُجراؤها من داخل العالم العربي من تهويل، فما الذي يمنعها من استخدامها اذا كانت مطمئنة للنتائج؟ وقد سبق لها ان اجتاحت العراق وافغانستان من دون استئذان".

وتابع :"يبقى أن تكون بيئتنا الداخلية قوية متراصّة لئلا نؤكل منها، فحذارِ حذارِ والانتباه كل الانتباه ولا يجوز أن نغفل عن أي حدث مهما كان صغيراً يُفعل في داخل بيئة المقاومة فإنها المقصودة اليوم وعليها عين العدو وأيّ خلافات عشائرية أو عائلية هي في تربص العدو الذي يجعل منها منفذاً يدخل منه، عدا أن نأخذ بالحسبان أن المؤمنين كالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وأن المؤمنين بعضهم أولياء بعض، وأن نحتكم لشرع الله (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) وإياكم والظلم".

ودعا اللبنانيين جميعاً إلى التوحّد والتضامن، فلبنان هو بلدنا الابدي وسنعيش فيه معاً رغم أنف العدو الصهيوني الذي وحده صاحب المصلحة في الخلافات الداخلية، وهو الوريث الوحيد إن استطاع هزيمتنا لا سمح الله، وهو عدو الجميع ولن يسمح بأن يشاركه أحد وهذه فلسطين والشعب الفلسطيني أمامكم رؤي العين وما حصل في العراق وسوريا حيث ساوى في ظلمه بين الجميع، ولذلك أدعو الجميع في هذا الوقت الذي يتعرّض فيه الوطن للتهديد والعدوان الصهيوني الى التضامن الوطني بعيداً عن الحسابات الخاصة وتقديم المصلحة الوطنية على ما عداها.