أشار متروبوليت بيروت وتوابعها للرّوم الأرثوذكس المطران الياس عودة، إلى أنّ "حاليًّا، تواجه الكنيسة تيّارات غريبة متعدّدة الاتجاهات والتوجّهات، والنّاس يصدّقون المدّعين وينجرّون وراء المعثرين، ويتحدّثون عن الكنيسة بالباطل، لأنّها لا تجاري أفكارهم العالميّة".
وشدّد، خلال ترؤّسه قدّاسًا في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، على أنّ "الكنيسة موجودة منذ العنصرة، والشيطان يحاربها بشتّى الطرق كما حارب رأسها- المسيح، لكنّ ربّنا داس قوّة الشّيطان بصليبه، وهذا الجرح العميق أثار حقد ملك الظّلام الّذي لا يريد خلاص أحد".
واعتبر المطران عودة أنّ "سبيلنا إلى الخلاص هو التشبّث بخشبة الصّليب، والابتهاج بالقيامة من موت الخطيئة، عبر عدم الرّغبة في العودة إليها والغرق في وسخها"، لافتًا إلى أنّ "بلدنا أيضًا تلفحه العواصف وتهدّده الحروب، وأبناءه مضطّربون يخشون الهلاك، ويفتّشون عن الخلاص باللّجوء إلى الزّعماء أو الانخراط في الأحزاب أو التّقوقع في الطّائفة أو العشيرة، أو الانغلاق ورفض الحلول البسيطة النّاجعة، وأوّلها اللّجوء إلى الله وإلى كنف الوطن، والإيمان بأنّ في الإتحاد قوّة؛ فيما التشتّت يُضعف واللّجوء إلى الخارج يؤدّي إلى الهلاك".
وأكّد أنّ "علينا العمل من أجل لمّ أشلاء هذا البلد وإحياء مؤسّساته بدءًا برئاسة الجمهورية، وحثّ مجلس النّواب على استعادة دوره في التّشريع وفي مراقبة الحكومة ومحاسبتها، والعمل على تشكيل حكومة تضع الخطط الإنقاذيّة وتواكب التطوّرات، وتنكبّ على العمل الدّؤوب الّذي يؤدّي إلى إبعاد شبح الحرب والإنقاذ من الغرق".
وركّز على أنّ "ما يحمي لبنان هو اتحاد أبنائه حول فكرة الدّولة القويّة العادلة الّتي يحكمها القانون، وتُعامل أبناءها بالعدل والمساواة والإحترام، وتُبعد عنهم كلّ خطر واضطراب وانقسام"، داعيًا إلى أن "لا ننجرّ وراء العالم ومغرياته، ولا وراء الأفكار الّتي يبثّها خدّام الشّيطان في هذا العالم، في سبيل تفكيك الأوطان وتشويش المجتمعات وإفقار الشّعوب، وإبادة الحضارات ومحاربة الكنيسة وكل من أراد أن يتبع المسيح".