أشار الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، إلى أنّ "أهلنا في الجنوب عاشوا لساعات في صباح اليوم مواجهات كبيرة ومخاطر، وأسأل الله أن يتقبل منهم هذا الجهاد وأقول لكل بيئة المقاومة إنّ هذا الجهاد له أجره وثوابه عند الله، وأتوجه بالتحية للمجاهدين وهم يتواجدون في الخطوط الأمامية، والتحية إلى كل المقاومين في غزة والضفة".

ولفت، في كلمة متلفزة حول التطورات الأخيرة، إلى أنّ "العدو تجاوز كل الخطوط باعتدائه على الضاحية الجنوبية لبيروت ما أدى إلى استشهاد مدنيين واستشهاد القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر"، معلنًا "أننا سنسمي عمليتنا الواسعة اليوم بعملية يوم الأربعين"، وقال: "اخترنا يوم أربعين الإمام الحسين لتنفيذ العملية صباح اليوم الأحد بعد صلاة الصبح وبعد أن يقوم المجاهدون بالتعقيبات اللازمة وعند الساعة 5:15 فجرًا بدأت العملية".

وأعلن "أننا قررنا أن نقوم بعمليتنا بشكل منفرد لاعتبارات ستظهر مع الوقت"، كما أنّه تقرر أن "يُقرر كل جانب في المحور متى وكيف يردّ".

وحول تأخر الرد على إسرائيل، أشار السيد نصرالله إلى "أننا كنا جاهزين بعد تشييع الشهيد السيد محسن، والتأخير سببه أولًا هو حجم الاستنفار الأمني والاستخباري الإسرائيلي والأميركي، فالعجلة كان من الممكن أن تعني الفشل"، موضحًا أنّ "هذا الاستنفار والتعب النفسي كان من المفيد أن يستمر وسيستمر"، كما تحدث عن "الحاجة لبعض الوقت للتشاور بشأن رد المحور في يوم واحد أو بشكل منفرد، ورابعًا مسألة 15 آب وحين بدأ الأميركيون بالتحدث عن وقف العدوان"، مشيرًا إلى "أننا تريّثنا لنعطي الفرصة للمفاوضات لأن هدفنا أساسًا هو وقف العدوان على قطاع غزة".

وحول طبيعة الرد الذي حصل، أعلن السيد نصرالله، "أننا قررنا أن يكون الهدف عسكريًا وليس مدنيًا أو بنية تحتية.. وأن يكون الهدف له ارتباط بعملية اغتيال السيد شكر".

وأفاد نصرالله، بـ"أننا حددنا هدفًا أساسيًا للعملية في العمق الإسرائيلي، وهي قاعدة غليلوت وهي قاعدة للاستخبارات العسكرية- أمان وفيها عدد كبير من الضباط والجنود وتدير الكثير من عمليات الاغتيال التي تجري في المنطقة والفتن والتضليل"، مضيفًا "قاعدة غليلوت تبعد عن حدود لبنان 110 كلم وتبعد عن حدود مدينة تل أبيب 1500 متر".

وقال "إلى جانب قاعدة غليلوت كان هناك استهداف لعدد من الثكنات والمواقع العسكرية سواء في شمال فلسطين المحتلة أو الجولان السوري المحتل لأجل استنزاف القبب الحديدية ما يتيح للمسيرات العبور نحو العمق".

وأشار السيد نصرالله إلى أنّ "بالنسبة للسلاح المستخدم تقرر أن يكون استهداف المواقع كلها في شمال فلسطين المحتلة والجولان السوري المحتل هي صواريخ الكاتيوشا وكان المقرر أن يطلق الأخوة 300 صاروخ كاتيوشا وتوزيعها على هذه المواقع لأن هذا العدد كاف وثانياً لإشغال القبب الحديدية"، معلنًا أنّ "السلاح الآخر هو سلاح المسيّرات بأحجام مختلفة على أن يتجه جزء منها إلى قاعدة غليلوت".

وأكّد "أننا أطلقنا 340 صاروخ كاتيوشا على القواعد والثكنات الإسرائيلية"، كاشفًا "أننا أطلقنا مسيرات من منطقة البقاع للمرة الأولى".

وأعلن السيد نصرالله، أنّ "الهدف العسكري النوعي هو قاعدة الاستخبارات العسكرية "أمان" ووحدة "8200" في "غليلوت" والهدف الآخر هو قاعدة الدفاع الجوي في "عين شيميا"، مشيرًا إلى أنّ "معطياتنا تؤكد أنَّ عددًا معتدًا به من المُسيّرات وصلت إلى هذين الهدفين ولكن العدو يتكتم، إلا أنَّ الأيام والليالي هي التي ستكشف حقيقة ما جرى هناك".

وشدد على أنّ "كل ما أردنا إطلاقه في هذه العملية هو إطلاق 300 صاروخ وقد أطلقنا 340 صاروخاً والعدو لم يحبط شيئاً".

وذكر أنّ "إسرائيل كذبت بحديثها عن تدمير صواريخنا الاستراتيجية، علمًا أننا لم نستخدمها وقد نستخدمها لاحقًا".

وأكّد السيد نصرالله، أنّ "كل ما كنا نريد إطلاقه حسب المخطط للعملية قد حصل"، موضحًا "أننا أخلينا قبل مدة جميع الوديان من الصواريخ الدقيقة والباليستية وما قصفه العدو اليوم وديان خالية"، مشددًا على أنّ "الغارات الإسرائيلية أصابت فقط منصتين لإطلاق الصواريخ".

وأشار السيد نصرالله أنّ "العدو أحس بحركة المقاومين لذا بدأ غاراته وهو ليس أمرا استباقيا ولم يترك أثرا على المقاومة"، معلنًا أنّ "عمليتنا العسكرية أنجزت كما خطط لها بدقّة".

وقال: "العدو أحس بحركة المقاومين لذا بدأ غاراته وهو ليس أمرا استباقيا ولم يترك أثرا على المقاومة ولم يكن لديه معلومات استخبارية".

وشدد السيد نصرالله، على "أننا أخذنا قرار الرد وأقدمنا على تنفيذه رغم كل التهويل الخارجي والداخلي اللبناني".

وذكر أنّ "المقاومة أخذت قرارًا وأقدمت فقام العدو باغلاق "تل أبيب" والمطارات وفتحوا الملاجئ لمجرد استخدامنا الكاتيوشا والمسيّرات فكيف إذا استخدمنا أكثر من ذلك"، موضحًا أنّ "هذه أول عملية كُبرى تخوضها المقاومة بغياب القائد الكبير السيد فؤاد ولم يحصل فيها أي خلل".

وأضاف "العدو في رده صباح اليوم لم يجرؤ على استهداف المدنيين لأن هناك مقاومة وبيئة مقاومة وهذه المعادلة التي عدنا لتكريسها اليوم".

وشدد السيد نصرالله على أنّ "السردية الصهيونية بشأن ما جرى مليئة بالأكاذيب وهو ما يعكس مستوى الوهن لدى هذا الكيان"، وقال: "حديث العدو عن قصف صواريخ استراتيجية ودقيقة كانت معدة لاستهداف تل أبيب هو كذب في كذب، ولكن في هذه العملية ولرؤية واضحة ودقيقة لم نُرد استخدام هذه الأسلحة".

وأشار السيد نصرالله إلى أنّه "إذا كانت نتيجة عملية الرد الأولي مرضية فإن عملية الرد تكون تمت وإذا لم تكن كافية فنحتفظ بحق الرد"، موضحًا أنّ "في المرحلة الحالية لبنان يمكنه أن يرتاح"، مشددًا على أنّه "مهما كانت الظروف والتحديات والتضحيات لن نتخلى عن غزة".

ورأى أنّ "عمليتنا اليوم قد تكون مفيدة للجانب الفلسطيني أو للجانب العربي بالنسبة للمفاوضات والرسالة للعدو ومن خلفه الأميركي بأن أي آمال بإسكات جبهات الإسناد هي آمال خائبة رغم التضحيات خصوصًا في الجبهة اللبنانية".

وقال: "على العدو أن يفهم ويحذر جيدًا من طبيعة لبنان والتغيرات الاستراتيجية، فلم يعد لبنان ضعيفًا تحتلونه بفرقة موسيقية بل قد يأتي اليوم الذي نجتاحكم بفرقة موسيقية".

​​​​​في سياق آخر، كان قد عزّى السيد نصرالله برحيل رئيس الحكومة الأسبق سليم الحص في بداية كلمته، موضحًا أنّه "كان عنوانًا كبيرًا للوطنية والنزاهة، ونعرف جميعًا أنّه كان رئيس الحكومة عام 2000 في عام التحرير".