اوضحت مصادر أمنية مصرية مطلعة على سير مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة والتي انتهت أحدث جولاتها في القاهرة، إن الجانب المصري جدد خلال المفاوضات تمسكه بضرورة الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة، وعدم التواجد في معبر رفح.

وأضافت المصادر لـ "الشرق" السعودية، أن هناك توافقاً مصرياً فلسطينياً على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية بشكل كامل من محوري فيلادلفيا الحدودي ونتساريم وهو شريط ممتد من شرق القطاع إلى غربه يمنع حرية حركة الفلسطينيين بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وكذلك من معبر رفح الذي قالت إنه يجب أن يخضع لإدارة فلسطينية من جانب وإدارة مصرية من الجانب الآخر فقط.

وأكدت المصادر أن مصر "لا يمكن أن تقبل التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا؛ لأن هذا التواجد يضر بالمصالح المصرية مع قطاع غزة سياسياً وأمنياً واقتصادياً".

وكشفت المصادر عن أن الجانب الأميركي قدم خلال المفاوضات عدداً من المقترحات والأفكار للتغلب على مسألة الوجود العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا، ومنها تقليص نقاط هذا الوجود، أو أن يكون بعيداً عن الحدود وعن معبر رفح، إلا أن الجانب المصري "رفض كل هذه المقترحات، وأكد تمسكه بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من المنطقة".

وفي المقابل رفض الجانب الإسرائيلي مقترحاً بالرقابة الإلكترونية أو وجود أوروبي أميركي غربي دون وجود إسرائيلي في المحور والمعبر.

وذكرت المصادر أن تمسك مصر برفض الوجود العسكري الإسرائيلي في تلك المنطقة بشكل قاطع "يعود إلى أن هذا الوجود يتناقض مع بنود اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، كما أنه يتناقض مع الملحق التكميلي الموقع عام 2005 بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة".

وكشفت مصادر مصرية مطلعة عن أن هناك محاولة من مصر لإقناع حركة "حماس" بأنه إذا كان التواجد الإسرائيلي في محور فيلادلفيا "محدوداً ومؤقتاً"، مقابل وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة، فإن هذا المقترح سيكون مقبولاً، ولكن التواجد الإسرائيلي الدائم حتى لو كان محدوداً فهو "مرفوض تماماً".