أشارت صحيفة "الجمهورية" الى ان الكلمة حتى الآن هي للميدان العسكري، الذي يبدو أنّه سيبقى مفتوحاً لمدى طويل، في ظلّ مراوحة المفاوضات في دائرة المماطلة والفشل، وانعدام أيّة مؤشّرات حول اختراق ايجابي في المدى المنظور. إلّا أنّ اللافت للإنتباه في هذا السياق كانت الحركة الدبلوماسيّة المكثفة التي واكبت وأعقبت مواجهات الأحد.

وبحسب معلومات موثوقة ل"الجمهورية" فإنّ القنوات الدبلوماسيّة الأميركية بدت في حال استنفار ملحوظ حيث توزّعت الإتصالات في غير اتجاه وعكست مخاوف جديّة لدى واشنطن من انحدار جبهة الجنوب اللبناني الى واقع خارج عن السيطرة، يشكل مفتاحا لحرب واسعة تشمل المنطقة برمتها.

وكشفت مصادر المعلومات أنّ واشنطن مارست ضغوطاً بصورة متزامنة على الخطّين اللبناني والإسرائيلي لكبح التصعيد وتجنب الوقوع في خطأ الحرب، وتأكيد حاجة الجانبين الى الإنخراط في مسار الحلّ الديبلوماسي. وعلى الخط نفسه كانت خطوط التواصل غير المباشر بين واشنطن وطهران مفتوحة عبر طرف ثالث لم تحدّد المصادر ما اذا كان الطرف الثالث قطر أو عُمان.

وعلى المنوال ذاته، تضيف المصادر عينها، تحرّك الفرنسيون الذين بدوا متهيّبين من سقوط لبنان والمنطقة في حال من عدم الإستقرار ووجهوا رسائل تحذيرية مباشرة من الإنزلاق إلى حرب عواقبها وخيمة على كلّ الاطراف. إضافة الى البريطانيين الذين عبروا عن قلق متزايد من تصاعد التوتر وحثوا جميع الأطراف على أن تساهم في خلق مناخات تجنّب منطقة الشرق الأوسط تصعيدا خطيرا".

وتلفت المصادر الى «أنّ النقطة المركزية التي ركزت عليها الاتصالات الديبلوماسية، كانت من شقين؛ الأول هو أن احتمالات الحرب الواسعة اكبر ممّا كانت عليه في الأشهر الماضية، ما يعزّز الحاجة الى تجنّبها بكلّ الوسائل، وأهميّة إنصياع كلّ الأطراف إلى ضبط النفس، وتحديداً من قبل «حزب الله» وعدم التسبب باشعال الحرب، وهذا يضع الجانب اللبناني أمام مسؤولية ثني الحزب عن الاقدام على أيّة خطوات تصعيدية تتعارض مع مصلحة لبنان وتفاقم المخاطر عليه.

واما الشق الثاني، تضيف المصادر، فهو التأكيد على أنّ نزع فتيل الحرب على جبهة جنوب لبنان، يبقى مستعصيا طالما ان الحرب في قطاع غزة ما زالت مستمرة. وثمة تقاطع بين الديبلوماسيين الغربيين على أن هذه الحرب اصبحت بلا أفق، والاميركيون على وجه الخصوص يؤكدون أنه آن الأوان لوقف الحرب، وصار من الملح على اسرائيل وحركة "حماس" الوصول الى وقف فوري لاطلاق النار والانخراط في تسوية تؤدي الى انهاء الحرب واطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين.