أشار وزير الطّاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض، خلال حضوره إلى طرابلس حيث رست باخرة الفيول الجزائري، يرافقه سفير الجزائر في لبنان رشيد بلباقي والسّفير الّلبناني في الجزائر محمد حسن، إلى "اننا في صدد مناسبة شديدة الأهمية على مستوى رمزيتها، وهي خطوة تكريس وقوف دولة الجزائر مع لبنان وشعبه. وكما عودتنا الجزائر في الماضي كذلك هي في الحاضر، وكذلك هي مواقف الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، مواقف واضحة في كل مناسبة وفي كل منبر ومن جامعة الدول العربية أو من خلال المنابر العربية، وارادته وقيادته هي ارادة وحدة الكلمة العربية للصف العربي ولاستدامة الامة العربية، وايضا وطبعا الوقوف مع شعب لبنان".

ولفت إلى أنّ "الجزائر اليوم تستانف او تتابع مساعدتها للبنان في وجه المصاعب والمحن، ومنها المبادرة الكريمة من خلال تقديم مادة الفيول من النوعية العالية بكمية 30 الف طن، رست عند شواطئ مدينة طرابلس، على ان تفرغ بضاعتها وهي من نوعية افضل من النوعية الاخرى، بل هي من افضل النوعيات في السوق من حيث كمية الكبريت الموجودة فيها وغير ذلك"، معلنًا "أنّنا سنفرغها ونعمل في منشآت طرابلس على تموينها في الايام المقبلة، بعد ان تسمح الظروف بذلك".

وركّز فياض على "أنّنا في لبنان بكل ما اوتينا من قوة وبقدراتنا البشرية والتقنية، ننوه بالجزائر، شاكرين رئيسها الذي بادر سريعا بعد ان تلقى المعلومات عن الأزمة في لبنان، وهو يمدنا اليوم بما يمكننا من العمل، متطلعين الى علاقة مستدامة دائمة اكثر بكثير مما هي عليه"، مشدّدًا على أنّ "الجزائر هي دولة خيرة، ونحن نرحب بتوفير الطاقة من خلالها، على امل ان ننتقل معا الى استخدام الغاز الاقل تاثيرا على البيئة".

وأكّد "أنّنا سنكون في "مؤسسة كهرباء لبنان" بحاجة لهذه المحروقات، وسنحفظ لانفسنا تقنيا استخدام كل ما يلزم بكثير من المرونة، وفي الوقت عينه الرمزية الآن بالنسبة للموقف الجزائري اليوم، هو اننا امام خطوة تسهم نوعا ما في فك المعادلة الدولية او الحصار على الاستثمارات في لبنان، وما نريد لهذه المبادرة الاستمرارية فنحظى بامكانية الحصول على افق لاستثمارات في قطاع الطاقة في لبنان، سواء في الفيول او في الغاز او في البنى التحتية في قطاع الطاقة".

وأضاف: "بالنسبة للباخرة الاخرى المحملة بالمحروقات، فالمعوقات كانت قد سجلت في وقت سابق، وهي الآن في معمل الزهراني تخضع للفحوصات لتحديد نوعية البضائع المتوفرة عليها، على ان تفرغ في مخازن "كهرباء لبنان" في اليومين المقبلين"، معربًا عن أمله في أن "تزيد التغذية في غضون ايام ربما بدءا من هذا الخميس، مبدئيا واذا لم تحصل اي مشاكل يمكن لهذه البضائع التي يفترض انها مطابقة للمواصفات ان تنقل الى المحطات، وان ترتفع ساعات التغذية بين اربع وست ساعات يوميا".

من جهته، لفت السفير الجزائري إلى "أنّني سعيد جدا لوجودي في ميناء طرابلس في هذه الفرصة السعيدة التي نستقبل فيها باخرة الفيول، وانا سعيد لوجودي مع صديقي واخي فياض، الذي عمل جاهدا على مدى عشرة ايام، ونحن كنا على تواصل دائم معه لانجاز هذه العملية، ونقل هذه الهبة من رئيس الجزائر الذي قرر ان يهدي لبنان هذه الهبة. ونحن نفتخر ومسرورون لاننا في هذا الظرف في الجزائر في حالة من التضامن مع لبنان، وهذا واجب علينا ان نتضامن معه".

وأوضح "أنّنا كما كنا مع لبنان في السنوات والعقود الماضية، حيث كان لبنان يمر بمراحل صعبة وكانت الجزائر دائما الى جانب لبنان عن قناعة، وهي دبلوماسية القناعة، الدبلوماسية الصامتة، ولكن الهادفة، ولسنا اذا في دبلوماسية الكلام، بل نحن بصدد دبلوماسية التكريس، تكريس الوعود، وتبون كرس وعده للبنان والوقوف الى جانبه؛ وهو لن يتخلى عن لبنان وكرر ذلك مرارا في مناسبات عدة".