اعتبرت صحيفة "الجمهورية" انه "إلى ما قبل صاروخ مجدل شمس عاد الميدان وكلمته: وقف إطلاق النار في غزة. وبحسب ما قال مصدر سياسي بارز لـ"الجمهورية" فإن قطوع الرد والرد على الرد انتهى نسبيا واقفل قطع الحساب على عملية اغتيال القائد فؤاد شكر وعادت الأمور إلى قواعد اللعبة المعمول بها على جبهة الإسناد الجنوبية".

واكد المصدر "ان تدحرج الأوضاع كان خطرا بالفعل وجميع الأطراف تعاملوا مع جدية هذه المخاطر مع العلم ان لا احد يريد توسيع الحرب في لبنان وتحويلها مواجهات شاملة والعدو الاسرائيلي الذي أهابه توازن الردع الذي يمارسه حزب الله تجاهه، وعلى رغم من كل التهديدات التي كان يطلقها والإشارات التي أرسلها من انه لن ينتظر وسيشن عدوانا واسعا وموجعا، كان يرسل عبر القنوات الخاصة انه لا يريد الحرب". واضاف المصدر: "ما يرشح من مفاوضات غزة هو تقدم بطيء لا يعول عليه، لكننا مجبرون على انتظاره وبالتالي كل ملفاتنا pending".

فيما بدا ان الوضع على الجبهة الجنوبية عاد محكوما بقواعد الاشتباك التي كانت قائمة قبل رد حزب الله الاحد الفائت على اسرائيل لاغتيالها قائده العسكري فؤاد شكر قبل اسابيع، دلت كل المواقف والمعطيات الميدانية ان المنطقة تجاوزت خطر اندلاع الحرب الشاملة لان هذا الرد افقد اسرائيل ذريعة الذهاب الى هذه الحرب وتوريط الولايات المتحدة الاميركية الى جانبها فيها.

وفي هذه الاثناء بدأت تسود حال من الترقب والانتظار لما سيكون عليه رد ايران على اسرائيل لاغتيالها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية في طهران قبل اسابيع، وكذلك رد حركة "انصار الله" الحوثية على قصف مدينة الحديدة ومينائها عشية زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الاخيرة لواشنطن.

وقالت مصادر مطلعة لـ"الجمهورية " ان هذين الردين اللذين لا يعرف موعدهما الا طهران وصنعاء، سيكونان على نسق رد حزب الله بحيث لن يعطيا اي حجة لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لشن الحرب الشاملة التي يريد من خلالها استهداف ايران بالدرجة الاولى عبر جرها الى مواجهة مع الولايات المتحدة الاميركية.