أوضح الكاتب والمحلل السياسي محمد علوش، أن دعوة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله "الناس للعودة الى منازلهم"، موجهة لأهالي الضاحية الجنوبية بشكل أساسي كما لسكان بعض قرى شمال الليطاني، الذين نزحوا أو تركوا منازلهم بعد استهداف القيادي فؤاد شكر في الضاحية، وليس لسكان القرى الجنوبية الحدودية الذين نزحوا من قراهم منذ 11 شهراً.

وأضاف علوش في حديث صحفي: "بعد عملية اغتيال شكر في الضاحية وتوعّد المقاومة بردٍ قاس، شعرت نسبةٌ لا بأس بها من المواطنين بأن الضاحية لم تعد خارج دائرة المعركة التي انطلقت في تشرين الأول الماضي، وأن الموجة المقبلة من الردود المتقابلة قد تشهد ضربات داخل الضاحية وبالتالي بادروا إلى استئجار منازل في مناطق أخرى، كذلك فإن سكان بعض المناطق الواقعة شمال الليطاني والتي كان الوضع فيها مقبولاً، قد شعروا أيضاً أن دائرة الصراع ستتسع بعد الردود ولذلك غادروا منازلهم، والى هؤلاء وُجهت الدعوة بالعودة".

وأشار علوش الى أنه "بعد أحداث يوم الأحد الماضي وردّ المقاومة، وبعدما ابتلعت إسرائيل هذه الضربة، معتبرةً أنها حققت برأيها إنجازاً وإفشالاً لمخطط الردّ وهو ما لم يحصل بطبيعة الحال، أكد السيد نصرالله، أن المرحلة الماضية التي شهدت الكثير من التوتر والضغط والتهديد من الخارج والتهويل بتوسع الحرب، قد انتهت، وأعاد الجبهة اللبنانية إلى ما بدأت عليه أي جبهة إسناد وليست حرباً قائمة بذاتها، ودعا الناس للعودة إلى منازلهم وهو يقصد بشكل خاص النازحين بعد عملية اغتيال شكر وليس أبناء المناطق الحدودية كما حاول بعض المحللين القول".

أما لجهة ما إذا كان يوم الأحد الماضي تاريخاً لمواجهة أخيرة، جزم علوش بأن "العدو الإسرائيلي هو عدو غدّار ولا يمكن أن نكون بمأمن منه إطلاقاً، كما أن الحرب في غزة وفي المنطقة لا تزال مستمرة وبالتالي ستبقى الأمور مفتوحةً على احتمالات جديدة، إذ ربما يُقدم العدو على ارتكاب خطأ آخر فتكون المقاومة مضطرة للرد عليه مجدداً، وبالتالي لا يمكن الحديث عن عودة الهدوء إلى المنطقة إنما يمكن الحديث عن أن الحالة المتوترة خلال الأسابيع الماضية قد انتهت اليوم بانتظار ما قد يحصل في المستقبل".