بعد وصول الأوضاع الإقتصادية في الولايات المتحدة إلى ما هي عليه، فإن الإقتصاد الأميركي سيلعب دوراً أساسياً، في حملات كل من المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس والمرشح الجمهوري دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة، والأكيد هذا الأمر سيكون له تأثير كبير على الناخبين في جميع الولايات، ما يدركه جيداً كلّ من هاريس وترامب حيث يخوضان المعركة بسلاح الإقتصاد، لحصد أكبر عدد من الأصوات يسهّل الطريق أمامهما للتربّع على عرش البيت الأبيض.

منذ فترة ليست ببعيدة وفي أحد التجمّعات الانتخابية لكل من هاريس وترامب، كان العامل الأساس التركيز بحرب كلاميّة على تخفيض الضرائب على الاكراميات في الولايات المتحدة، من يسمع بهذا الأمر يعتبره عادياً ولكن ما لا يعرفه كثيرون أن الأميركيين يعتقدون أن الغش في الضرائب أمر غير مقبول من الناحية المعنوية والأخلاقية، ويتراوح معدل الامتثال الطوعي، وهو مقياس تقني للضرائب التي تُدفع في الوقت المحدد لها وطوعًا في الولايات المتحدة، بشكل عام من 81 إلى 84%، وهو واحد من أعلى المعدلات في العالم.

في المقابل، تُعد الإخفاقات المتعمدة في الإبلاغ عن الإكراميّات والإيرادات، من الوظائف الجانبية والإيصالات النقدية الأخرى وعناصر الدخل المقايضة، أمثلةً عن الغش غير القانوني. في هذا السياق، يرى المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "بلاك هوك"، التي يتمحور عملها حول تقديم المشورة والمساعدة في تمويل وإنشاء والإستثمار في المشاريع والشركات القائمة في الولايات المتحدة والأسواق الناشئة، زياد عبد النور أن "المقارنة صعبة بين أفكار هاريس غير الملمّة بالاقتصاد الأميركي، التي تحاول فقط ابتداع أفكار جديدة وتستعملها كونها سيّدة للوصول إلى الرئاسة، وبين ترامب الذي هو فعلياً رجل أعمال، ولا يُمكن إنكار أنه قام بعمل جيّد في مجال الاقتصاد، عندما كان رئيساً للولايات المتحدة ما بين 2016 و2020.

ويشير عبد النور إلى أن "خطة هاريس الإقتصادية تشدّد على وضع المزيد من الضرائب، وبالتالي سيؤدي هذا الأمر الى إفقار الناس أكثر، ما يعني أن الوضع سيكون كارثياً إضافة إلى أنه سيكون هناك أنظمة جديدة ترتكز على الضرائب المخفيّة، بينما إذا وصل ترامب إلى الرئاسة فإنه حتماً سيرفع من الوضع الاقتصادي، ويخفف من الأنظمة التي ترتكز على الضرائب المخفية".

في الولايات المتحدة كما في كلّ العالم إذا توفي الشخص فإن عليه أن يدفع الضرائب على الإرث. وهنا يرى عبد النور أننا "لا نحتاج إلى هكذا ضرائب طالما الولايات المتحدة تطبع العملة"، لافتاً إلى أنه "في حال دفع جميع المواطنين الأميركيين الضرائب، فإن هذا لن يكون له مردود على الاقتصاد، حيث أن الأساس في عملية تحسين الإقتصاد هو أن يقوم الناس بالعمل وجني الأموال، وأن تتحرك العجلة الاقتصادية بالإستثمار"، ويضيف: "بهذا الشكل يمكن تحسين الاقتصاد وليس عبر فرض الضرائب".