أشار نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، في خطبة الجمعة الى انه "تطلُّ علينا الذكرى السادسة والأربعون المشؤومة لتغييب سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر وأخويه والشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين في عملية غادرة ودنيئة لم يسبق لها مثيل خلافاً لمقتضيات الضيافة الرسمية لمرجعية دينية وقيادة جماهيرية وفكرية وجهادية من قبل السلطة الليبية وعلى رأسها المقبور معمر القذافي، بعد دعوة رسمية من قبله للمشاركة في احتفال رسمي حاولت السلطة الليبية الغادرة أن تتنصّل من الجريمة وتنكر أولاً وصولهم إلى ليبيا ثم تدّعي مغادرتهم الى روما في محاولة مكشوفة تم دحضها من قبل السلطات الإيطالية".

واعتبر الخطيب ان "تغييب الامام الصدر كان تغييباً لهذا العنصر تآمراً على الثورة الاسلامية وعلى العالم العربي وعلى القضية العربية الاسلامية القضية الفلسطينية التي أخذت جُلّ اهتمامه، وكذلك الأطماع الإسرائيلية في جنوب لبنان والتي دعته الى تأسيس المقاومة بعد أن تلكأت السلطة في القيام بواجبها في الدفاع عن سيادة لبنان، وتآمراً على الثورة الاسلامية الايرانية على قضية العرب والمسلمين في أن يكون العالم العربي متفاعلاً ومتعاوناً لتؤدي دورها بوصفه عمقها الاستراتيجي وسندها وظهيرها وخسرها العالم العربي كذلك والقضية الفلسطينية التي كانت المتضرر الأكبر لأن الصراع المفتعل فتح الباب أمام التطبيع وانتهت كأولوية في الاهتمام العربي".

واضاف :"نقول للسلطة الليبية أن هذا الملف لن يُغلق ما دام الامام السيد موسى الصدر وأخويه فضيلة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدر الدين لم يُطلق سراحهم، والمطلوب منها التجاوب والتعاون مع الجهة الرسمية اللبنانية القضائية المكلفة من الحكومة اللبنانية بمتابعة هذه القضية وعدم الاستمرار في التهرب من مسؤولياتها فالحكم استمرار وإلا فهي ستكون شريكة في الجريمة وتتحمّل كافة التبعات".

ورأى الخطيب أن "الادّعاء بأن المقاومة هي سبب الازمة ادّعاءٌ باطل واختباءٌ بظل الإصبع وتضليل للرأي العام من قبل قوى سياسية تفصح عن نفسها بطروحات عنصرية تقسيمية تتماهى مع المشروع الصهيوني والغربي في تقسيم المنطقة إلى دويلات مذهبية ترى في وجود المقاومة عاملاً أساسياً في الحؤول دون تحقق مشروعها، ولذلك تُمعِن في معاداة المقاومة واتهامها بشتى الاتهامات وتُعلن عليها حرباً اعلاميةً شعواء وكاذبة لإظهار العداء الطائفي والمذهبي، ولم يكن تأييدها للمنظمات الارهابية مثل تنظيم داعش رغم بطشه بالمسيحيين في العراق وسوريا وذلك لأنها كانت ترى في ذلك تبريراً لتحقيق مشروعها الطائفي، وهو يذكّرنا بما تعرض له اليهود في أوروبا من عمليات قتل في المحارق الاوروبية لإجبارهم على الهجرة الى فلسطين لبناء دولة باسم اليهود لتكون قاعدة متقدمة للغرب للحفاظ على مصالحه ومنع شعوب المنطقة من النهوض والوحدة وبناء الدولة القوية التي تؤمّن مصالح شعوبها وتحفظ كرامتهم وتستغل ثرواتها لبناء مستقبل أبنائها وتقف في وجه القوى الغربية الغاشمة الطامعة فيها".

وتابع :"طموحات هذه القوى العنصرية واعتبارها الكيان العنصري نموذجاً لها هو السر الذي يكمن وراء الدجل والخداع الذي تمارسه والاتهامات الباطلة للمقاومة والتخويف لفئة معينة من اللبنانيين وهي من المواطنين المسيحيين الاعزّاء من انتصارها لتحقيق أحلامهم على حساب مستقبل المسيحيين بسلخهم عن محيطهم العربي والإسلامي الذي يحمل همّهم كمواطنين طبيعيين في هذه البيئة وكجزءٍ لا يتجزأ من شعوب هذه المنطقة وكمواطنين أعزّاء في بلادهم التي يعيشون فيها ومنها بلدنا العزيز لبنان".

واضاف :"لقد افتعل هؤلاء الازمة والحرب الداخلية قبل وجود المقاومة، والمقاومة جاءت كردّ فعل على الاحتلال الذي كان بتواطئ من هذه الفئة، ولأنّ المقاومة أفشلت مشروعهم بطرد العدو الصهيوني وتحرير الجزء الأكبر من لبنان وتصدّت للتكفيريين منعاً من دخوله، كان عداؤهم لها ثم انتظروا العدوان الصهيوني على لبنان وهم يفركون بأيديهم أملاً بهزيمة المقاومة، فباؤوا بفشل الأمل ثم هاهم يخوضون حرب إسرائيل الاعلامية والاثارات المذهبية أملاً بالقضاء على المقاومة في غزة والضفة والجنوب، ولكن ستكون خيبتهم أكبر ونحن نريدهم أن يحتفلوا بالنصر إلى جانب شعوب المنطقة والى جانب الاكثرية من الشعب اللبناني الذي يُعبّر عن وقوفه إلى جانب المقاومة معتقداً بأحقّية قضيتها وسلامة موقفها ولابدّية انتصارها".

وتوجه بالقول :"للنافخين في نار الفتنة وتحميل المقاومة وأهلها وهم أكثرية الشعب اللبناني: كفى تزويراً للحقائق وتحميل المقاومة وهذا الشعب أسباب الانهيار المالي والاقتصادي والفساد الإداري والتمنع عن دفع الضرائب والتهرب الجمركي وفواتير الكهرباء، فسوف يظهر الكاذب ويبين عما قريب بإذن الله، ويكفي أيضاً تخريباً لمؤسسات الدولة وإفراغها من العاملين في الوظائف دون الوظائف الاولى كما نصَّ عليه اتفاق الطائف".