أشار النائب حسن فضل الله، الى ان "عملية الأربعين تدخل السجل التاريخي للبنان لأن قرار الرد وتنفيذه رغم كل رسائل التهديد الاسرائيلي مباشرة من قادة العدو أو التي نقلها الموفدون لم تثن المقاومة عن قرارها، وهذا بحد ذاته عامل ردع في مواجهة العدو، وبعد تنفيذ القرار ادّعى العدو أنه قام بعملية استباقية وأحبط هجوماً لـ"حزب الله"، ولكن الذي يُحبط شيئا يمنع حصوله، فكيف يتحدث هذا العدو عن إحباط شيء حصل فالعملية نُفذت، وكل الذين شاركوا في العملية فجراً نفذوا المطلوب منهم، وهذان الشهيدان قضيا بعد الضربة الأولى، وادّعاء إحباط العملية جزء من الكذب والتضليل الاسرائيلي لحسابات داخلية وخارجية".

واكد في كلمة له خلال احتفال تأبيني في بلدة حاريص، أن "العدو ظنّ أنه استهدف أسلحة أساسية وبضربة قاسية وموجعة، قبل أن يكتشف أنّه يقصف خياله، وقد تراجع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو وقال قصفنا صواريخ قصيرة المدى، لأنهم اكتشفوا أنهم وقعوا في فخٍّ وتضليل مارسته عليهم المقاومة، لأنهم كانوا يعتقدون بأنّ لديهم معلومات والمقاومة بطريقة أو بأخرى قامت بإجراءات أحبطت ما أسموه "الضربة الاستباقية"، وأحبطناهم بأمرين عندما ادّعوا أنهم استطاعوا أن يستبقوا عملية المقاومة، ونفّذت المقاومة عمليتها، وعندما ادّعوا أنهم هاجموا أسلحة أساسية واستراتيجية واكتشفوا بعدها أنهم وقعوا في شرّ أعمالهم، وهذا جزء من تكتيكات المقاومة وجزء من أدائها، ومع ذلك نحن لا نقول بأنّ العدو لا يستطيع أن يصيب أهدافاً، فهذه حرب، تماما كما تقصفه المقاومة وتصيبه وتدمر له منشآت وأسلحة وغيرها".

وأشار فضل الله إلى أن العدو عندما يريد أن ينفي شيئاً يُحضِر الإعلاميين ويضع صوراً، إلا في هذه الضربة فقد اتخذ إجراءات على شعاع لا تصل إليه أيّة "كاميرا"، وإلى اليوم لم يعرض أيّة صورة ولو عن بعيد للمنشآت بأنها سليمة ولم تتعرض للاستهداف، ومعطيات المقاومة المؤكدة أنّ عدداً من مسيّراتها وصل بدقّة إلى الأهداف المنتقاة والرقابة العسكرية عند العدو قدرتها أكبر بكثير من دول أخرى، وفي لبنان يبدأ الناس مباشرة بالتصوير، أمّا هناك فيتخذ الكيان إجراءات ويمنع بث أيّة صورة، وأغلب الصور التي تنشر من داخل الكيان توافق عليها الرقابة العسكرية، لذلك اتخذوا إجراءات، ولم يسمحوا بنشر أيّة صور تبيّن سلامة القاعدة من الاستهداف، وكانوا يستطيعون تصويرها من الخارج لأنها لم تعد سرّية، فالمقاومة أعلنت عنها واستهدفتها، وهم من قبل كانوا يصطحبون وفوداً إعلامية للتصوير والكشف، إلّا في هذه العملية فالعدو تكتّم بشكل كبير، والسبب أنه لا يريد أن يعطي إنجازاً للمقاومة من جهة، ولأنه غير قادر على تنفيذ تهديداته باستهداف لبنان بحرب واسعة من جهة أخرى، وتكتم بهذا الشكل ليقول بأنه لم يحصل شيء، وكي لا يطالَب بالردود من قبل مجتمعه.

وتابع : وصلنا إلى زمن فيه عزة وكرامة وعنفوان ومجد للبنان وللمقاومة والجنوب ولشعبنا، لأنه في السابق عندما كانت تطلَق رصاصة على هذا الكيان، وعندما كان يطلَق صاروخ "كاتيوشا" ويقع في بساتين أو مناطق مفتوحة، فإن العدو كان يشن حروباً ويدمّر ويقتل، خصوصاً في لبنان، أمّا اليوم وباعترافه فإن المقاومة قصفت عمق الكيان رداً على استهداف الضاحية، وأعلنت عن ذلك، وواجهت هذا الكيان، واضطر العدو أن يبتلع هذه الضربة لأنّه غير قادر على مواجهة مفتوحة مع لبنان، وهذه واحدة من الإنجازات الكبيرة التي حققتها المقاومة.

وشدد فضل الله على ان "الدولة في لبنان هي من تفاوض الموفدين ومستقبل لبنان يحدده أهل لبنان، وهناك مؤسسات ومقاومة وشعب، والعدو ليس في موقع من يملي شروطه وتهديداته على بلدنا، ولن يأخذ بال​سياسة​ ما عجز عنه في الميدان، فهو في موقع المأزق والضعف وموقع من يبحث عن إنجازات وهمية ليستهلكها في الداخل، أما بلدنا ففي موقع القوة والقدرة والحضور والاستعداد والجهوزية الكاملة.