افتتح وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض مشروع تزويد مستشفى الطوارىء الحكومي (المستشفى التركي) في صيدا بالطاقة الشمسية، والذي ينفذ بالتعاون بين الوزارة واليونيسف، في إطار رفع جهوزية القطاع الصحي في لبنان لمواجهة الطوارىء ما يضمن إمدادًا مستمرًا وموثوقًا بالطاقة الكهربائية الضرورية لاستمرار الخدمات الطبية الأساسية.

وفي هذا السياق، أعلن الأبيض أنّ "هذا المستشفى الذي تقرر إنشاؤه إثر العدوان الاسرائيلي على لبنان عام 2006 بمبادرة من تركيا التي وقفت بجانب شعب لبنان وقدمت هذا المستشفى كي يكون مركزا متخصصا بالحروق واثار الصدمات ويقدم الخدمات ليس فقط لجنوب لبنان إنما لكل المناطق القريبة نسبيًا مثل منطقة جبل لبنان –الشوف إلى جزء من مناطق البقاع الغربي وصولا الى بيروت".

ولفت إلى أنّه "أرادت وزارة الصحة العامة ان يتم افتتاحه في ظل الحاجة إليه في هذا الظرف الصعب بما يحقق استراتيجية وزارة الصحة لناحية دعم المستشفيات الحكومية التي أظهرت بالأزمات أنها تقف الى جانب شعبنا وخاصة الفئات الأكثر هشاشة".

وقال الأبيض: "إنّ جزءًا من المشروع هو مشروع الطاقة البديلة التي تنفذه الوزارة بكل مؤسساتها سواء الاستشفائية أو مراكز الرعاية الاولية او المستودعات وغيرها للحد من أزمة التيار الكهربائي، وقد ثبت أنها استراتيجية سليمة لأنها تخفف التكاليف على الجميع". وأضاف "إن افتتاح هذا المستشفى كان تحديا لذلك كان القرار بافتتاحه على مراحل حيث تضمنت المرحلة الأولى افتتاح الخدمات الخارجية من مختبر واشعة ومن ثم افتتاح قسم العلاج الكيميائي ومن ثم تأمين مشروع الطاقة الذي يخفف التكاليف".

وأفاد بأن "الوزارة أنجزت مناقصة لشراء ماكينات غسيل الكلى ومن المتوقع وصولها ان شاء الله بشهر تشرين الثاني المقبل لافتتاح قسم غسيل الكلى بهذا المستشفى إضافة إلى مشروع ترتيب العمليات واجنحة الاقامة بموضوع الاوكسجين وغيرها"، مضيفا "أنه في اطار دعم هذا التوجه حولت وزارة الصحة عبر وزارة المالية مساهمة كبيرة لهذا المستشفى للادارة القائمة عليه لاستعمالها بهذا الموضوع ونحن نعمل ومصرون على افتتاح المستشفى قبل نهاية هذ العام كي يعمل بطاقة كاملة لخدمة اهلنا ومجتمعنا".

ورأى "أننا في هذا البلد نمر بمرحلة مفصلية وازمات متعاقبة، ووسط الخراب الذي نراه والعدوان الاسرائيلي، يؤكد اللقاء اليوم أنه بتوفر الإرادة السليمة تتوفر الموارد وتنفذ امور ايجابية بدلا من البكاء على الاطلال".

ويأتي هذا المشروع من ضمن خطة الوزارة الاستراتيجية لتزويد المنشآت الصحية بالطاقة الشمسية والتي تم تنفيذها في خلال ثلاث سنوات من تسلم الوزير الأبيض مسؤولية وزارة الصحة العامة، إذ بلغ عدد المنشآت حتى الآن 227 منشأة من بينها 20 مستشفى حكوميًا و171 مركز رعاية و30 مستوصفا إضافة إلى كل من مستودع الأدوية المركزي ومستودع اللوازم المركزي ومركز توزيع الأدوية في الكرنتينا ومبنى الوزارة الرئيسي ومبنى الترصد الوبائي ومركز الملاريا.

وبالنسبة إلى المستشفى التركي في صيدا، يتضمن نظام الطاقة الشمسية الكهروضوئية تركيب 448 لوحا شمسيا عالي الكفاءة بقوة 550 واط ما يضمن استمرار الخدمات الطبية من بينها تشغيل ماكينات التصوير المقطعي المحوسب وتشغيل عمليات غرفة الطوارئ ووظائف المختبر من دون أي انقطاع حتى في غياب التيار الكهربائي.

بدوره، اعتبر ممثل منظمة اليونيسيف إدوارد بيجيدير أنّ "هذه الخطوة المتطورة تشكل عنصراً أساسياً في خطّة رفع الجهوزية للقطاع الصحّي في لبنان للتصدّي لحالات الطوارئ، ما يضمن إمداداً مستمراً وموثوقاً بالطاقة الكهربائيّة الضرورية لاستمرار الخدمات الطبيّة الأساسيّة".