رأت صحيفة "الرياض" السّعوديّة، أنّ دخول الصين على خطّ المنطقة كان وما زال دخولًا انتقائيًّا، وهذا ما تفهمه أميركا بكلّ دقّة. فالموقف الصّيني لن يتغيّر على الأقل حتّى الرّبع الأخير من هذا القرن، وستؤكّد الصّين دائمًا أنّها مجرّد شريك يمكنه تحقيق السّلام بالتّعاون مع دول المنطقة وحلفائها.
ولفتت إلى أنّ هذه الفرصة الّتي تمنحها الصّين لأميركا للتفرّد بالمنطقة، تؤهّل المنطقة إلى تحوّلات جذريّة يمكنها أن تغيّر الصّيغة القائمة للشّرق الأوسط. فحرب غزة كشفت الكثير من الطّموحات الإسرائيليّة عسكريًّا وسياسيًّا، فإسرائيل ترى نفسها في سباق مع الزّمن، لكي تحقّق مشروعها قبل نهاية هذا القرن، خوفًا من ظهور منافس دولي يمكنه التّأثير على المشروع الإسرائيلي.
واعتبرت الصّحيفة أنّ "المفاجأة السّياسيّة الكبرى في المنطقة خلال الأيّام الماضية، كانت عبر الإعلان الإيراني أنّ فكرة الانتقام من إسرائيل تحوّلت إلى فكرة صراع تاريخي أيديولوجي طائفي مع أبناء المنطقة. وهنا يأتي السّؤال: كيف يمكن فهم هذه التّصريحات الطّائفيّة، وفي أيّ سياق يمكن وضعها؟".
وأشارت إلى أنّ "القوى العربيّة الأخرى في المنطقة -وعلى رأسها بالتّأكيد السعودية- يمكنها استعادة المسار السّياسي للقضايا العربيّة، عبر تكريس دبلوماسي بأنّ القضية الفلسطينية قضيّة قوميّة ولا يمكن مزجها بأيّ شكل طائفي أو أيديولوجي. إسرائيل لديها أهداف واضحة فيما تريد، والعرب يجب أن يكونوا كذلك، لأنّ أيّ خيارات أخرى في الأهداف ستؤدّي في النّهاية إلى تفرّد إسرائيلي".