يستحيل تعليم الطلاب في كافة المراحل التعليمية، في المنطقة الحدودية من الجنوب، في مدارسهم الرسمية والخاصة، بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل.

ورغم اللقاء التربوي، الذي انعقد في مدينة صور برئاسة وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي، والذي خصص لكيفية بدء العام الدراسي في الجنوب، وحضره رؤساء ومدراء الثانويات والمدارس الرسمية، حيث تحدد خلاله البدء بالسنة الدراسية أواخر الشهر الحالي، واعفاء طلاب الجنوب من رسم التسجيل، فإن أكثر من 150 ثانوية ومدرسة جنوبية، تقع في البلدات الحدودية، غير قادرة على التعليم الحضوري لطلابها.

على صعيد متصل، برزت مشكلة أخرى تواجه إنطلاقة العام الدراسي، حيث يكشف مصدر تربوي، عبر "النشرة"، أنه في المدارس التي يمكن التدريس فيها بشكل عادي، ينتظر الأساتذة البت بمسألة حقوقهم المالية، كالحوافز وبدلات الإنتاج والتقديمات الاجتماعية، وانّ الأمر مرهون برد الوزير، حيث طالب المعلمون، خلال الإجتماع مع الحلبي، بوضع تصور لتحسين الرواتب والحوافز والإنتاجية، التي يربطون بها مصير العام الدراسي وانطلاقته، وهم يصرون على الاتفاق مع الوزير قبل بداية السنة الدراسية.

في هذا السياق، يأمل رئيس المنطقة التربوية في النبطية أكرم أبو شقرا، أن ينطلق العام الدراسي من دون عقبات أو مشاكل، لافتاً إلى أننا "نعمل بتعليمات الوزير الحلبي وما يصدره من تعاميم نلتزم بها، على صعيد المعلمين أو على صعيد المدرسة الرسمية، حيث تجلى فيها التفوق والتميز والابداع والفوز في الامتحانات الرسمية، وهي نتائج محل اعجاب الجميع، وهناك اقبال عليها هرباً من إرتفاع الاقساط في المدارس الخاصة".

بينما يوضح مدير ثانوية المربي محمد فلحة في ميس الجبل فرج زين بدران أن هناك عمليات تسجيل للطلاب، ولكن التعليم الحضوري غير ممكن في حال إستمرار العدوان الإسرائيلي على الجنوب، متوقعاً أن يصار إلى إعتماد التدريس عن بعد أو أن يلجأ الطلاب إلى ثانويات مناطق النزوح التي قصدوها". في حين يلفت رئيس بلدية ميس الجبل عبد المنعم شقير إلى أن البلدة فرغت من سكانها، والطلاب سيدرسون في المناطق الأكثر أمنا وأمانا في المناطق التي قصدوها، ويؤكد أنْ لا إمكانية، في ظل العدوان الإسرائيلي، لأن ينطلق العام الدراسي في المدارس الرسمية والخاصة.

ورداً على سؤال حول اخراج التجار لبضائعهم من البلدة، يشير إلى أن ذلك يتم بمرافقة الجيش اللبناني للتجار فقط، وفي الحادثة الأخيرة، حينما كان احد التجار من آل حسيكي يقوم بنقل بضاعته من البلدة، تعرض لغارة إسرائيلية أدّت لاستشهاده هو وزوجته وولديه، ويتابع: "من هنا التخوف من قبل التجار على بضائعهم، ونقلها إلى خارح البلدة برعاية الجيش".

بدورها، شدّدت المربية كوثر صياح من مدرسة الضهيرة الحدودية على أنه في ظل العدوان الإسرائيلي لا تستطيع المدارس أن تفتح أبوابها أمام الطلاب في المناطق الحدودية، لأن التلامذة والأهالي نزحوا عن بلداتهم بسبب القصف الإسرائيلي، وتعتبر أن الحل الوحيد هو التعليم عن بعد رغم الصعوبات، متمنية إستقرار الأوضاع والعودة إلى البلدات لتنتظم كل الأمور.