رأى المكتب السياسي لحزب الكتائب انه "بعد مرور أحد عشر شهرًا على قرار "حزب الله" زج لبنان في حرب الإسناد التي أسفرت عن تسوية قرى جنوبية بالأرض وإحراق المحاصيل وتسميم التربة بالفوسفور لسنوات مقبلة وإزهاق أرواح أكثر من خمسمئة شخص، بات من حق اللبنانيين المشروع السؤال عن مغزى هذه الحرب التي ضربت ما تبقى من اقتصاد، وقضت على الموسم السياحي ،وتركت لبنان في مهب الاستعطاء لتأمين مساعدات إنسانية وطبية لحرب منتظرة".

ولفت الكتائب بعد اجتماعه برئاسة رئيسه النائب سامي الجمّيل، "إن هذا الأداء المتعثر يثبت مرة جديدة أن القرارات التي يتخذها "حزب الله" تراعي المطالب الإيرانية التي اختارت أن تنأى بنفسها عن الرد حتى الساعة، تلبية لمصالحها بالتفاوض مع من تقول إنهم أعداؤها لتكون لاعبًا رئيسيًا في المنطقة وتحتكر الدفاع عن القضية الفلسطينية طمعًا بورقة ضغط جديدة".

وتابع: "إن حملات التخوين المستمرة بلا رادع ضد كل من يقف في وجه الحرب العبثية التي تخاض في الجنوب وبوجه كل القرارات الأحادية التي يتخذها "حزب الله" وإسباغ الصفة الطائفية عليها، تزيد من الشرخ بين اللبنانيين ومن العصبيات القاتلة وتؤجج النزعات التقسيمية"، معربا عن رفضه "لهذا النهج المدمر الذي يدين أصحابه قبل غيرهم ويؤكد مواجهته بكل ما أوتي من وسائل مع كل اللبنانيين الأحرار من كل الطوائف والمناطق والانتماءات".

ورأى المكتب السياسي ان "الكلام القديم الجديد عن الملف الرئاسي وعودة الدعوات إلى الحوار أو التشاور ومن يرأسه أو يديره وهو كلام يطفو الى السطح لإلهاء الرأي العام، في حين أن الرئاسة مخطوفة مع البلد والقرار من قبل "حزب الله، ولن يفرج عن هذا الملف إلا بعد الانتهاء من مخططاته الحربية والسياسية والتفاوضية على صعيد المنطقة ولبنان".

وحذر من "عملية الإلهاء الجارية"، داعيا "في حال صدقت النيات، إلى ملاقاة المعارضة في منتصف الطريق أقله في سحب مرشح التحدي المنتمي إلى طرف، ليصار بعدها إلى مناقشة الآليات التي يمكن اتباعها تحت سقف الدستور للوصول إلى مرشح جامع تلتقي عليه كل الأطراف".

واشار المكتب السياسي الى انه "على أبواب بدء العام الدراسي تجد معظم العائلات اللبنانية نفسها عاجزة عن إلحاق أولادها بالمدارس ليتلقوا التعليم، الركن الأساسي للبنانيين والذي تلقى ضربات قاتلة نتيجة الانهيار الذي لحق بالبلد لأسباب باتت غير خافية على أحد" ، مناشدا "إدارات المدارس والقيّمين على القطاع التدريسي في لبنان أن يساهموا كما تعودوا في الحفاظ على إرث لبنان الأكاديمي العريق وأن يكونوا الجهة الأكثر فاعلية في إنشاء جيل من الشباب محصنًا بالعلم والمعرفة ويعود له بناء لبنان المستقبل".