لفت عضو كتلة "التّنمية والتّحرير" النّائب ​هاني قبيسي​، إلى "أنّنا نعيش في زمن صعب وفي أيّام استثنائيّة، نواجه من خلالها عدوًّا مجرمًا لا يكترث لا لمواثيق ولا لقرارات دوليّة، بل يمعن في إجرامه قتلًا وتدميرًا أكان في غزة أم على حدودنا مع فلسطين المحتلّة".

وأشار، خلال إلقائه كلمة حركة "أمل"، في حفل تأبين أقامته للرّاحل حسين حسن شعبان الحاج علي، في حسينية بلدة النبطية الفوقا، إلى أنّ "أنظمةً تخلّت، جامعة عربيّة في غيبوبة، وإسرائيل تفتك وتقتل في كلّ يوم الأبرياء من المدنيّين العزّل من شيوخ وأطفال على مساحة فلسطين المحتلّة، تاركةً بصمة إجرام في تاريخها، وعالمنا العربي مع الأسف يتفرّج، بل إنّ معظم الدّول العربيّة تتبارى لتكون جمعيّات خيريّة، تسعى بوساطات لتدخل بعض المساعدات لهذا الشّعب الّذي لا يحتاج إلى مساعداتكم ومعوناتكم، بل هو بحاجة إلى كلمة حق وموقف مشرّف يدين المجازر الّتي يرتكبها الصّهاينة".

وشدّد قبيسي على أنّ "أنظمةً مترامية الأطراف تمتلك من القوّة والمال، تتفرّج على شعب يُقتل، متناسين الموقف السّياسي والعسكري الحقيقي بأنّ فلسطين قضيةّ مركزيّة للأمّة العربيّة والإسلاميّة، ومن واجبكم تحريرها والوقوف إلى جانبها".

وبيّن أنّ "​لبنان​، هذا البلد الصغير الّذي أوجد فيه الإمام السيّد موسى الصدر الفكر الثّوري المتقدّم، ليقدّم شهداء دعمًا ونصرًا للشعب الفلسطيني، وإن تخلّت الدّولة أو تنازلت، أو إن خشي بعض أركانها من مواجهة العدو الصّهيوني. لبنان قدّم أنموذجًا يُحتذى به على مساحة العالم، من فكر المقاومة وثقافتها بأنّ للبنان شبابًا قادرًا على الدّفاع عن سيادته وحدوده وكرامته، لتكون السّيادة هي شرف الشّهادة؛ ورمزًا أساسيًّا في الدّفاع عن الحدود".

كما أكّد أنّ "السّيادة ليست موقعًا أو كرسيًّا، ولا مركزًا على مساحة الدّولة ومواقعها، بل إنّها تبدأ من حماية حدود الوطن، وهذا ما تخلّت عنه ​الدولة اللبنانية​ بأركانها السّياسيّة منذ الاستقلال إلى يومنا هذا؛ إذ لم نشهد موقفًا سياسيًّا يقول علينا حماية الحدود الجنوبيّة".

وأضاف قبيسي: "نحن ندافع عن أرضنا وعن بلدنا، ولا نقبل أن تُستباح أرضنا من جديد من قبل العدو الصّهيوني"، موجّهًا تحيّةً إلى "كلّ المجاهدين المقاومين لأيّ حزب أو فئة انتموا، فشهداؤنا هم شرف الأمّة وكيانها ونصرها، وبدمائهم سنحرّر فلسطين مهما طال الزّمن".

وأعرب عن أسفه لأنّ "في لبنان هناك من لا يقبل بهذه المفاهيم ولا يوافق على ثقافة المقاومة ورسالتها، بل هناك من يعترض على فعل المقاومة في مقارعتها للعدو، ويطرح نظريّات جديدة عنوانها الأساس السّيادة"، متسائلًا: "عن أيّ سيادة يتكلّمون؟".

وشدّد على أنّ "السّيادة الّتي نؤمن بها تبدأ من خلال حماية الحدود والدّفاع عن بلدنا. السّيادة ليست كرسيًّا كما يتصوّر البعض، وليست موقعًا لرئاسة الجمهوريّة أو أي مركز في الدّولة، بل هي الكرامة والدّفاع عن الأوطان، ومَن يفهم السّيادة من منطلق الضّعف والاستجداء من غرب يدعم الصّهاينة، لا يكون وطنيًّا".

إلى ذلك، أبدى قبيسي أسفه أيضًا لأنّ "بعض السّاسة يعطّلون كلّ شيء في بلدنا، من عمل الحكومة إلى انتخاب رئيس للجمهوريّة، ويرفضون التّلاقي والحوار". وتوجّه إلى مَن يرفض الحوار، قائلًا: "نحن متواضعون في طرحنا، ونريد العيش المشترك. نريد أن نصون لبنان من خلال طرحنا للحوار، فتعالوا يا من نَختلف معكم في السّياسة لنتحاور، لنصل إلى صيغة ننتخب من خلالها رئيسًا للجمهوريّة".

وركّز على "أنّنا الثّنائي الوطني في لبنان نؤمن بوحدة لبنان وعيشه المشترك، ونؤمن بانتخاب رئيس للجمهوريّة يحمي الحدود أوّلًا، فلا يمكن أن يُترك الجنوب دون حماية كما فعلوا سابقًا، وإلّا ستكون المقاومة بالمرصاد. إدعموا الجيش ومدّوه بالأسلحة الّتي يستطيع من خلالها حماية الحدود، فنحن أصحاب نظريّة العيش المشترك، نحن مع كلّ الطّوائف والمذاهب ولسنا أصحاب لغة طائفيّة". وختم: "تعالوا إلى كلمة سواء لنحفظ لبنان، فكلّ شهيد قدّم نفسه حمايةً للبنان هو فخر لهذه الأمّة، ونحن لن نقبل بأن نسمع رأيًا سياسيًّا لا يعترف بشهادة مَن قاوم وضحّى وقدّم حياته ثمنًا لحماية السّيادة و حدود الوطن".