علّق رئيس التّحرير التّنفيذي لجريدة "اليوم السّابع" ال​مصر​يّة ​عادل السنهوري​، في حديث لـ"النشرة"، على ما يُطرح عن إرسال القاهرة معدّات وقوّات عسكريّة إلى ​الصومال​، مشيرًا إلى أنّ هذا يأتي في إطار التّعاون بين مصر والصومال، وتوقيع الإتفاقيّة العسكريّة بين الجانبين الشّهر الماضي.

وأكّد أنّ "هذه الخطوة تحمل معها الكثير من الرّسائل، الّتي تأتي من ضمن ما يُسمّى بالدّبلوماسيّة الخشنة، والّتي قد تؤدّي إلى نوع من الحلحلة بالنّسبة إلى الموقف الأثيوبي، والعودة إلى المفاوضات الجادّة بشأن ​سد النهضة​ والنّزاع القائم"، لافتًَا إلى أن مصر مضت خلال فترة طويلة إلى مفاوضات لم تؤد إلى حل، حيث أن أثيوبيا عمدت إلى تنفيذ كل ما كانت قد أعلنت عنه دون إلتزام بأي إتفاقات.

في هذا السياق، استبعد السنهوري أن تصل الأمور إلى مواجهة مباشرة بين الجانبين المصري والأثيوبي، لكنه ركّز على أنّ هذه الخطوة كانت رسالة قوية جداً من قبل القاهرة بأنها جادة في الحفاظ على حقوقها المائية التاريخية، لأنها مسألة حياة أو موت لأكثر من 100 مليون مصري.

وأوضح أن مصر تضغط بأوراق دولية كثيرة جداً، منها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تركيا، التي لها تداعيات إيجابية على هذا الملف، نظراً إلى أن أنقرة لها دور في هذه المنطقة وتقوم بدور الوساطة بين أثيوبيا والصومال، وأيضاً لها علاقة جيدة مع الجانب الأثيوبي.

وفي حين رأى السنهوري أن هذه الأوراق تصب في صالح الجانب المصري، أكد أن القاهرة لا تسعى إلى فتح جبهة جديدة، رغم أن لها الإستعداد والإمكانية لذلك، لكنها في المقابل تؤكد أنها لن تتهوان في هذا الملف، وهي ترسل رسالة إلى المنظمات الدولية بأنها بدأت تستنفذ كل الأوراق، بالرغم أنها لا تزال تسعى إلى الحل السلمي والتفاوض.

ورداً على سؤال، اعتبر أن ردود الأفعال في الجانب الأثيوبي تظهر أن الرسالة المصرية وصلت، وبالتالي على أثيوبيا هذه المرة أن تجلس مع مصر والسودان على طاولة المفاوضات، وأن تراعي ما تطالب به مصر والسودان، في ما يتعلق بالحفاظ على الحقوق المائية.

كما ذكر أن المشكلة الفعلية ليست في الوقت الحالي بل في السنوات المقبلة، التي تسمى سنوات الجفاف، مشيراً أن من المفترض أن تكون مياه النيل مجالاً للتعاون والتنمية المشتركة وليست مجالاً للصراع والنزاع.