اعتبر عضو كتلة "اللّقاء الدّيمقراطي" النّائب وائل أبو فاعور، خلال رعايته حفل تخريج تلاميذ شهادة الثّانويّة العامّة للعام 2024، في ثانوية حاصبيا الرّسميّة، "أنّنا لن نعبر إلى الشّرق الجديد إلّا بالعلم والثّقافة"، مباركًا للخرّيجين والخرّيجات وأهاليهم "الّذين يستحقّون التّهنئة على هذا النّجاح"، ودعاهم إلى "المحافظة على هذا الانتماء والمنبت الّذي أوصلكم إلى ما وصلتم اليه".
وأعرب عن اعتزازه بـ"محبّة أهل حاصبيا ونضالاتهم في أصعب الظّروف، هذه المنطقة الّتي ظلمتها الجغرافيا"، متمنّيًا أن "ينصفها التّاريخ، فقد أقعدتها الجغرافيا على تخوم جرح فلسطين الّذي لا ينتهي، وأقعدتها الجغرافيا أيضًا في الجنوب الّذي عانى ويعاني من الاعتداءات الإسرائيليّة".
وشدّد أبو فاعور على أنّ "كم هو مُحزن بعد كلّ هذه السّنوات، أن نعود ونتذكّر أيّام القصف والاعتداءات الّتي عاشها الجنوب وعاشتها حاصبيا، فكم من المرّات قُصفت حاصبيا وقراها، والعرقوب، وعاشوا هذا الرّعب، هذه الاعتداءات الّتي عادت لتفرض نفسها علينا اليوم".
ووجّه تحيّةً إلى حاصبيا "الّتي تآخت مع العرقوب والخيام ومرجعيون والجديدة، والّتي تتآخى من كلّ الجنوب كما تآخت مع فلسطين، والتحيّة إلى خلوات البياضة الشّريفة وإلى المساجد والكنائس، وإلى كلّ التّلاوين السّياسيّة في المنطقة، تحيّة منّي ومن "الحزب التقدمي الاشتراكي"؛ هكذا كانت العلاقة وهكذا ستبقى".
كما أشار إلى "أنّنا ووزير التّربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي على قناعة بأنّ التعليم الرسمي مسؤوليّة الدولة اللبنانية، وأنّ التّعليم بشكل عام هو مسؤوليّتها، ويقتضي هذا الأمر أن تقف الدّولة إلى جانب التّعليم"، مؤكّدًا "أنّنا كحزب تقدّمي اشتراكي لسنا على استعداد للمسايرة أو التّساهل في مسألة ديمقراطيّة التّعليم، وجزء من ديمقراطيّة التّعليم هو إتاحة الفرصة أمام لأبناء الفقراء والمحتاجين، وهم كثر في مجتمعنا، للوصول إلى حقّهم في التّعليم، بينما التّعليم الخاص يسير وعين الله ترعاه؛ وهنا لا أعمّم".
وركّز أبو فاعور على أنّ "ديمقراطيّة التّعليم ومجانيّته هي مبادئ رَفعها المعلّم الراحل كمال جنبلاط، ولسنا على استعداد للتخلّي عنها، إمّا التّسول من المؤسّسات الدّوليّة، وإما فرض الأموال على الأهالي"، متسائلًا: "كيف تنفق الدّولة الأموال على قطاع متهالك، وعلى مهزلة اسمها مهزلة الكهرباء في لبنان دون أي إصلاح، وكذلك على الطرّقات وهي مسألة مهمّة ونستفيد منها، ولا تنفق على التّعليم؟".
وأضاف: "اليوم الدّولة لديها إمكانيّات من الضّرائب الّتي تمّ تحصيلها، موجودة في الحساب 36 في مصرف لبنان، ومسؤوليّة التّعليم الرّسمي هي مسؤوليّة الدّولة وليست مسؤوليّة الأهالي. ونحن والحلبي سنسعى وسنناضل كما ناضلنا في السّنوات السّابقة، وكما كان "التقدمي" و"اللّقاء الدّيمقراطي" في مقدّمة الصّفوف للدّفاع عن التّعليم، سنسعى لكي نحصل على الأموال المطلوبة للتّعليم؛ على حساب الدّولة وليس على حساب الأهالي".
ولفت إلى أنّ "في السّياق العام، ربّما تضطرب وتستعر خلافاتنا السّياسيّة، ولكن أتمنّى أن نكون في أقصى درجات وعينا وحرصنا على الوحدة الوطنيّة. ومن هذا المنطلق، فإنّ التّخوين والتّخوين المضاد يجب أن يُنبذا من أدبيّاتنا السّياسيّة، ولا بّد من أن تلتقي بنا السّبل الوطنيّة على مصلحة لبنان".
وذكر أبو فاعور "أنّنا ربّما اليوم ننقسم حول قضيّة كبرى تكتسب بالنّسبة إلينا قدسيّةً كبرى، هي القضية الفلسطينية، ورغم ذلك لا يجوز أن نخوّن بعضنا البعض، لأنّ التّخوين يدفع إلى ما لا يُحمد في علاقة اللّبنانيّين، ومحصّلته الوحيدة هي الانقسامات".